بالمسجد (الأخضر) بحنتوب الجميلة، أدينا صلاة الجمعة الفائتة.. إستمتعنا بخطبة هادئة لا تشنج فيها ولا تصنع، كانت عن صفات عباد الرحمن، ثم تلتها قراءة ولا أجمل من الإمام الخطيب.. أشاد ضيوفنا (من الثغر الحبيب) الذين صحبونا بالرجل.. عندها شعر أبنائي بالزهو والخيلاء وهم يذكرون أن الإمام الخطيب هو مدرسهم (المتمكن) أثناء قضائهم فترة الثانوي.. حفظ الله (الأستاذ).. وزاده علما وتفقهاً.. وجزاه الله خيراً.. بعد الصلاة توجه نحوي أحد المصلين محيياً ومذكراً بنفسه: أنا جد الطفلة (فلانة) التي أجرى لها صديقك المصري جراح العظام/ حازم الطيبي، عمليتين بقدميها في أبريل الماضي.. فقلت له نعم أعرفك يا أخي وتذكرتك في التو واللحظة.. بالله عليك طمئني على الطفلة والعمليتين الجراحيتين بقدميها.. هل نجحتا وما الموقف الآن؟ هل تسير الفتاة وترتدي الأحذية وتمارس حياتها بين نديداتها بصورة طبيعية؟؟.. أجاب (الجد الحنون): نعم تماماً والحمد لله على تغير الحال، تغيراً جذرياً، فالشكر لك ولصديقك الدكتور.. أستغفرت الله فالشكر من قبل ومن بعد لله سبحانه وتعالى.. فعقب الرجل: نعم الحمد لله، ولكن كان لعمودك بصحيفة (التيار) الغراء الأثر الأكبر في إعلامنا بزيارة دكتور حازم وبرنامجه الطوعي بالسودان.. تركت الرجل وأنا فرح ومنتشٍ.. وتذكرت ما أنستنيه مشاكل الحياة وتداعياتها المتصلة.. تذكرت أننا على موعد جديد مع دكتور حازم في أوائل نوفمبر القادم بإذن الله.. قبلتنا القادمة ستكون الولاية الشمالية.. حاضرتها دنقلا.. وشقيقتها (أرقو) الجميلة.. بلد الجدود.. وللتذكير.. فبروف/ حازم الطيبي جراح عظام الأطفال والتشوهات.. ويقدم خبراته بالسودان دون مقابل مادي؛ تدريباً للزملاء إخصائيي العظام وعلاجاً لاطفال السودان.. دكتور حازم محب للسودان والسودانيين، شأنه شأن كثير من المصريين.. والعكس أيضاً صحيح فعشاق ومحبو مصر لايمكن حصرهم في رقم محدد ولا في نسبة مئوية من مجموع الشعب السوداني.. ولقد سبق لدكتور حازم أن كشف طبياً على نحو ثلاثمائة طفل وأجرى واحدا وعشرين عملية جراحية بمستشفى العظام بودمدني.. وتكرر الأمر بمستشفى عظام بورتسودان بأعداد قريبة من ذلك.. كما وأجري نحو عشر عمليات دقيقة بالخرطوم.. يا ناس الشمالية الكرة الآن بملعبكم، فجهزوه وكثفوا الإستعدادات، لتنالوا أقصى قدر من الفائدة وخبرات الرجل.. والخطاب موجه لوزير الصحة وكلية الطب وكل المستشفيات هناك وعلى وجه الخصوص لقسم الحوادث والعظام وجراحيها.. وعظم الله أجر الجميع..