أعترف بأني تلقيتُ رسالة «حضارية» على هاتفي النقال من الهيئة القومية للتلفزيون، هذا نصها: «لأنكم تمثلون عمق صحافة التلفزيون من خلال توأمة الرسالة عبر القلم، وأنتم تشكلون حضوراً نحتفل بذهبية الرواد والرعيل المعتق بالإبداع وتواصل الأجيال، ولأنكم جزءاً من هذا التاريخ، ندعوكم لحضور ليلة تكريم الأوائل السبت 22 ديسمبر بالمسرح القومي بتشريف النائب الأول لرئيس الجمهورية، وليلة ذهبية للتلفزيون بقاعة الصداقة الأحد 23 ديمسبر 2013 بتشريف رئيس الجمهورية .. نتشرف بحضوركم». ورغم علمي بأن «الرسالة» تم توجيهها وتعميمها لزملاء أفاضل وكرام يستحقونها، إلا أني اعتبرتها رسالة «تكريمية» واعترافية بتكامل العمل الإعلامي .. الذي أجمل ما فيه تواصل الأجيال، وإعطاء السابقين في المجال حقهم وقدرهم .. وهذه مناسبة أعطي فيها أصحاب الحق حقهم وأوفيهم قدرهم ما دام الأمر يتعلق بتلفزيون جمهورية السودان الذي يحتفي بخمسينيته وأولهم المرحوم اللواء طلعت فريد، والراحل محمد عمر بشير «فوراوي» صاحبا فكرة التلفزيون، ثم مؤسسوه، عبدالرحمن حماد وعلي شمو وطه عبدالرحمن ،من جاء من بعدهم وهم كثر، بينهم التجاني الطيب عثمان وحمد بدر الدين وحسن أحمد عبدالرحمن، ومحمود أبوالعزائم وأحمد الزين صغيرون، ومحمد طاهر، والفاتح التجاني وصالح محمد صالح ومحمد سليمان، والثلاثة الآخرون مدراء عامين لهيئة الإذاعة والتلفزيون بعد دمجهما0 علاقتي بالتلفزيون بدأت بحلقة مع ثنائي الحقيبة ميرغني المأمون وأحمد حسن جمعة في عجز الستينيات . فقد أجريتُ معهما لقاءً، سجله «بالمايك» للإذاعة الفني الإذاعي المرحوم على حسب الدائم، وفيه طلبتُ من الإثنين أن يغني كل واحد منهما بمفرده حتى أعرف «من شايل من» .. أسجل بعد كل هذه السنين اعترافاً بأن «الفكرة» كانت لأستاذنا الراحل محمود أبوالعزائم!!