أن يكون «الزول» سطحي فهذا معناه أنه عوير وأهبل وساذج.. والسطحية هي أخذ الأمور ببلاهة وعدم إكتراث وعدم جدية.. أما التواطؤ فهو «شتيمة» عديل كده.. والمتواطيء هو شخص يبدو أنه معك بينما في حقيقة الأمر هو مع عدوك.. وهذا يعني أنه «قاعد يحفر ليك».. أما المتذبذب فهو وصف مشتت من «الذبذبة» وتعني عدم الثبات على موقف محدد.. والتحرك في إتجاهات معاكسة وغير مستقرة.. هذه المقدمة كانت ضرورية للدخول إلى الخبر الذي نقلته صحف الأمس عن السيد فاروق أبو عيسى رئيس «تحالف المعارضة» فالرجل وصف البعثيين بالسطحية وتعويق التفاهمات الكبرى مع متمردي الجبهة الثورية وتعويق أنشطة المعارضة التي تنسق مع الحركات المتمردة.. ويبدو أن الزعيم فاروق كان يعمل على إقامة احتفال، نكرر احتفال عديل كده لتوقيع اتفاقية مشتركة بين تحالف المعارضة والجبهة الثورية.. وفيما يبدو أن هذه الفعالية التي يقيمون لها الإحتفالات أطلقوا عليها إسم «الإتفاق على وثيقتي «الإعلان السياسي والدستور». والسيد فاروق وصف حزب الأمة بأنه «متواطيء» وبالطبع سنفهم أن التواطؤ يتم مع الحكومة أو مع المؤتمر الوطني..... أما المؤتمر الشعبي فقد وصفه السيد فاروق بأنه متذبذب وغير مستقر.. ولهذا فمن رأي الزعيم أن يستقر رأي «أحزاب المعارضة» على إستبعاد هذه الأحزاب «الثلاثة» جملة واحدة بحكم أنها سطحية ومتواطئة ومتذبذبة.. ومن الغرائب المحيرة والمثيرة أن السيد فاروق أبو عيسى زعيم تحالف المعارضة يعتقد أن إنضمام الجبهة الثورية لهم يشكل قيمة مادية ومعنوية أكبر من إنضمام حزب الأمة والبعثي والمؤتمر الشعبي.. هذا على الرغم من أن الزعيم ذكر بأن وجهة نظر هذه الأحزاب تتمثل في إعتراضهم على الجبهة الثورية نظراً لأنها مدعومة من القوى الصهيونية والأمريكية.. طيب ياجماعة.. إذا كانت هذه الأحزاب في نظر أبو عيسى سطحية ومتواطئة ومتذبذبة.. فما هو ذلك الخيط الذي يربطها بالسيد أبو عيسى وتحالفه المبني على الإستقواء بالصهيونية الأمريكية.. وبالمقابل إذا لم يكن حزب الأمة وحزب البعث والمؤتمر الشعبي عناصر فاعلة في تحالف المعارضة فما الذي بقى للزعيم غير أحزاب «الفكة والطرور»..؟؟ ولسوء حظ الزعيم فإن دعوته للإنضمام للجبهة الثورية تتزامن مع هجومها على مدينة أبو زبد وتخريب البنيات الأساسية فيها وقتل الأبرياء والنساء والأطفال والشيوخ وتدمير محطة الكهرباء والإتصالات وحرق الأسواق ونهب الكناتين للتزود بالسكر والدقيق وحرق البنوك والمنشآت بالمدينة تماماً مثلما فعلوا في الهجوم على أُم روابة.. وإذا كان هذا هو الشعار الذي يرفعه زعيم «التحالف الجبهوي الثوري» وإذا كان ذلك ما سيفعلونه في أهلهم وذويهم.. فلا بد أن حزب البعث كان وسيكون فعلاً موصوفاً بالسطحية والسذاجة إذا تحالف معهم.. وكان حزب الأمة سيكون متواطئاً فعلاً لا قولاً إذا إنضم إلى مثل هذا الحلف المشؤوم... وكان المؤتمر الشعبي سيكون فعلاً متذبذباً إذا وضع يده في يد القتلة من متمردي الجبهة الثورية.. على كل حال مبروك لتحالف الأحزاب «الما وطنية» إنضمامهم لأعداء السودان والمخربين وخير للأحزاب «الوطنية» أن تظل سطحية ومتواطئة ومتذبذبة بدلاً من أن تلطخ أيديها بدماء الأهل والأقارب والمسلمين الأبرياء في أبو زبد وأُم روابة وأبو كرشولة والسميح.. والله كريم.. لقد قلنا ونكرر إن هناك خلايا نائمة بيننا وأُخرى صاحية في وسطنا وتنخر في جسد الأمة وتعمل على تدمير البلاد.. ومن هذه الخلايا كل الذين يتخذون من الجبهة الثورية أصدقاء وحلفاء وأصناماً يعبدونها لتسوق بلادنا إلى الخراب والدمار.. وينتظرونها على أحر من الجمر لتعيد لهم أمجادهم الغابرة والكراسي المفقودة..