طالعتنا صحف أمس أن المؤتمر الشعبي سيشرع في اعداد مبادرة اصلاحية حول الاصلاح السياسي والاقتصادي بالبلاد وفقاً لوثيقة الاصلاح التي تقدم بها الرئيس مؤخراً للحوار مع القوى السياسية في وقت دعا فيه أحزاب التجمع الوطني والمعارضة لتقديم مبادرات مماثلة لحل قضايا الوطن المؤتمر الشعبي شكّل لجان لدراسة ووضع مبادرة للدخول في مفاوضات مباشرة مع الوطني وأحسب أن ذلك يصب في الإتجاه الصحيح . إن فتح باب الحوار بين الحزبين كخيار بديل للعمل العسكري كما كان يريد الشعبي من الامور التي يجب الوقوف عندها كثيراً إذ يبدو أن الشعبي قد آثر الحوار بدلاً من المواصله في أن يكون خميرة عكننة، فالدعوة التي اطلقها الرئيس للحوار ولدت تباينات في مواقف الاحزاب السياسية ولكي ما يحصل تجاوباً من قبل الاحزاب لابد من استكمال آلية بشأن أن صله الدين بالسياسة ستفرض نفسها كقضية محورية، فالإنسان بطبيعته تفاعلي ولا يمكن أن يتم ذلك بشكل صحيح أو صحي في بوتقة الارتداد نحو الذات وإذا عومل بتفهم ووضوح فإنه حتماً سيستجيب لذلك يجب عدم اقصاء أحد والجلوس مع كل الفرقاء دون اقصاء. يبدو أن التقارب بين حزبي المؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني قد أخذ منحى آخر بعد تبادل التصريحات والانتقادات خاصة من قبل المؤتمر الشعبي الذي ظل رافضاً مبدأ الحوار مع الوطني مع تكرار الدعوة من حزب المؤتمر الوطني لفتح باب الحوار مع كل الاحزاب السياسية. الآن حزب المؤتمر الشعبي بدأ يتراجع عن موقفه وتلك الخطوة تمثل فتح باب جديد للحوار بين الحزبين. إن الحوارات والتفاهمات التي قامت بها الحكومة مؤخراً شهدت انفراجاً نسبياً وتغييراً، فالدعوة التي اطلقتها الحكومة للاحزاب والقوى السياسية المختلفة لتقوم بوضع رؤيه لاصلاح المنشود خطوة متقدمة لذا نرى ضرورة أن يشمل الاصلاح كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والأمنية فيجب تحقيق السلام والاستقرار في كل ربوع السودان وذلك يضمن نجاح الاصلاح وتحقيق الاستقرار مطلوب لمواجهة تحديات المرحلة القادمة فالفرصة مازالت موجودة للتقدم بخطوات عملية بين الاحزاب والقوى السياسية في الحكومة والمعارضة لدفع الاصلاح والتغيير لصالح الوطن والمواطن، فالساحة السياسية الآن تشهد العديد من الاحداث على كافة الاصعدة. تحديات جسام تشهدها البلاد الآن مما يقتضي التعاون والمشاركة الحقيقية، فالاوضاع السياسية التي تعيشها البلاد الآن أوقفت إنتاج الوطن. إن التوافق السياسي بين الاحزاب والحكومة في مجمل القضايا للعمل السياسي مطلوب لايجاد مخرج للقضايا المختلفة وبدء صفحة جديدة لمد الجسور الوفاقية والتنادي الى دولة الوطن ووضع خارطة سلام سودانية تؤمن السلام وتفتح الطريق لمعالجة كافة القضايا ولم الشمل. الآن آمال كثيرة وطموحات عديدة تتطلبها المرحلة بعيداً عن الموازنات السياسية والقبلية خاصة وأن البلاد مقبلة على مرحلة انتخابية.