أرجو المعذرة من القراء الكرام في أنني ومن آن لآخر سأقوم بتركيب مكنة وزير؟؟ وأتقمص شخصيته وأتخذ بعض القرارات الحاسمة والمهمة والتي تتناسب مع معطيات المرحلة.. وحكاية معطيات المرحلة واحدة من ألفاظ يستعملها السياسيون في شكل «أكلشيهات» جاهزة ، وذلك مثل قولهم «هذه المرحلة الحرجة من تاريخ بلادنا» أو مثل قولهم «ذلك المنعطف الخطر». وبطبيعة مهنتي كزراعي بهتم بقضايا الزراعة والإقتصاد، فقد رأيت أن أبدأ بتركيب «مكنة» وزير الزراعة الإتحادي.. وأركب بجانبها مجموعة من الماكينات الصغيرة خاصة بوزراء الزراعة في الولايات ، وبالطبع عندما يتم تركيب هذه المكنة ومعها بناتها الصغار ويتم التدوير ومعاً نقوم «بالترس أربعة» فإنني كنت سأصدر قرارات حازمة وحاسمة وسأعمل على تنفيذها «براي» وأفعل مثلما فعل الممثل الكوميدي عادل إمام في فيلم «التجربة الدنماركية» وعندما وجد نفسه وزيراً للثقافة والإعلام وقام بزيارة لأحد الأندية الثقافية التابعة للوزارة وهناك وجد الجميع «ساطلين» و«شادين الحلة» و«مبسوطين» ونسى أنه الوزير، وقام بضربهم «بالجزمة» واحداً تلو الآخر ، ومع ذلك فإن مجلس الوزراء وجه له صوت لوم وشجب لأفعاله ونصحه بأن يقوم في هذه الحالة بعمل تحقيق وتشكيل لجنة ورفع الأمر للتداول و«موت يا حمار» على كل حال بما أنني مركب «مكنة» وزير الزراعة فإنني سأبدأ بالقطاع المطري أو ما يعرف بقطاع الزراعة الآلية والذي يمتد من شرق السودان من منطقة القضارف مروراً بسنار والنيل الأزرق وكردفان ودارفور ويمثل الجزء الممطر والذي تنتج فيه كل أغذية البلاد التقليدية وكل الصادرات الزراعية تقريباً في خمسين مليون فدان، ولهذا فإنني سأصدر قرارات الوزارة التالية: قرار وزاري رقم «1» بما أن مزارعي الزراعة المطرية ظلوا يشكلون غياباً تاماً عن الأراضي التي استولوا عليها لعشرات السنين، فإنني بهذا آمر كل مزارعي الزراعة المطرية خاصة في المشاريع داخل التخطيط أن يسكنوا فيها وأن يقيموا منازل ثابتة ومنشآت وموارد للمياه وإلا فإنني سأقوم بمصادرتها خلال عامين. قرار وزاري رقم «2» على السادة مزارعي الزراعة الآلية المطرية والذين يمتلكون أكثر من الف فدان أن يقوموا بتعيين مهندس زراعي لكل الف فدان وإلا فإنني سألغي الترخيص الممنوح لهم أسوة بالمستشفيات والصيدليات، حيث يمنح الترخيص مربوطاً بتعيين الطبيب أو الصيدلي. قرار وزاري رقم «3» بهذا تقرر أن يقوم كل مزارع بتحديد الحدود بينه وبين جيرانه في المشاريع الأُخرى بإستزراع ا لأشجار المنتجة والمحافظة على البيئة ومنها أشجار الطلح والهشاب ويعطي كل مزارع مهلة موسم واحد فقط لإنفاذ هذه الحدود وبالعدم يتم نزع المشروع منه فوراً. قرار وزاري رقم «4» على كل مزارعي المشاريع الآلية المطرية في القضارف والدمازين وسنار وكردفان ودارفور أن يقوموا بتنفيذ قرار رئاسة الجمهورية الصادر في عام 2991م والذي يقضي بزراعة 01% عشرة بالمائة من كل مشروع مطري بالأشجار المنتجة والمحافظة على البيئة.. وبالعدم يتم نزع المشروع ومنحه لآخرين يستطيعون القيام بهذه المهمة.. قرار وزاري رقم «5»: على كل مزارعي المناطق المطرية تربية الحيوان في مشروعاتهم وزراعة العلف في مساحة لا تقل عن ربع المشروع، هذا مع الإلتزام بعمل دورة زراعية بالتناوب مع السمسم والقوار.. ويتم نزع المشروع في حالة عدم الإلتزام بالدورة..