زميلي أحمد عبدالله بتاع جريدة الأسواق قال إنه سأل واحداً من ناس الرهد عن الشراكة مع ناس كنانة.. والأخير قال له بالحرف الواحد: «إن الذين جاءوا إلينا من كنانة ما عارفين الفول السوداني بقوم بي تحت واللا بي فوق».... وبهذه المناسبة نحكي عن الزراعة تلك الطرفة التي تقول إن واحداً من «عندنا» استطاع أن يغش إبليس نفسه بعد أن دخل معه في شراكة زراعية بدأت بأن جمعوا رأس المال ثم زرعوا به محصول الفول السوداني وبعد أن تقدم الزمن بالمزروعات اقترح صاحبنا على إبليس أن يقوموا بإجراء الترتيبات اللازمة للقسمة بينهما في وقت مبكر... واقترح الرجل على إبليس أن يختار بين أن يكون نصيبه الجزء الأعلى أو الجزء الأسفل داخل الأرض من المحصول... واعتقد إبليس أن الجزء خارج الأرض هو الأفضل لأنه كثيف وأخضر وعلى الأقل هو مرئي عياناً بياناً، ولهذا فإن إبليس أصرَّ على اقتسام المحصول بينهما بأن يأخذ الجزء الأعلى عند الحصاد... وبالطبع كانت النتيجة أن نصيب «صاحبنا» كان هو الأكبر إذ إن الفول السوداني ينتج «بي تحت».. وفي الشراكة الثانية كان إبليس قد قرر مسبقاً أن يكون نصيبه هو الجزء الأسفل من المحصول بعد التجربة التي خاضها.. ولكن الرجل مرة أخرى غش إبليس وقام بزراعة القمح المعروف بأنه ينتج «بي فوق».. وفي أمر الزراعة تقول الطرفة الأثرية إن سيدنا سليمان عليه السلام والذي كان قد أوتي السيطرة الكاملة على الجن والشياطين.. وكان يأمرهم بأن يفعلوا أشياء كثيرة مثل أن ينقلوا جبلاً فيقوموا بفعل ذلك في عشر دقائق ويطلب منهم أن يشربوا بحراً فلا يجده بعد غمضة عين... وقد رأى أن يأمرهم بفعل لا يستطيعون تنفيذه مطلقاً أو على الأقل يستغرقون زمناً طويلاً للفراغ منه.. وفكر سيدنا سليمان وأخيراً اهتدى إلى أن يأمرهم بأن يعملوا في مجال الزراعة بأن يزرعوا «مشروعاً» وأن ينتجوا منه وأن يحققوا ربحاً في أسرع فترة ممكنة... وذهب الجن والشياطين وانهمكوا في المشروع ولم يعودوا بعد يوم ولا شهر ولا عام ولا عامين وعندما سأل عنهم وجد أنهم غارقون في هذه المسألة حيث كلما قفلوا رتقاً انفتح آخر وكلما أقاموا سداً انكسر آخر وكلما ردموا حفرة حفروا أخرى وهكذا كانت مسألتهم «احفر اقلع، ازرع اقلع تاني، اكسر، اهدم ابنِ، اسقِ، ارفع، نزل تاني وهلم جرا».... ونقول لصديقنا أحمد عبد الله المهموم بقضية الزراعة إن هناك مقولة ومثلاً كادا أن يكونا قانوناً... وهو قول مأثور في حق الزراعة المطرية على وجه الخصوص وهذه الحكمة تقول «إذا أردت أن تشتغل بأمر الزراعة في المناطق المطرية فعليك أن تكون صبوراً مثل صبر سيدنا أيوب، وأن تكون غنياً مثل غنى قارون وأن تكون حكيما في حكمة لقمان والأهم من كل ذلك أن يعطيك الله عمراً مثل عمر سيدنا نوح» ويقال إن سيدنا نوح عليه السلام عندما أوصى الله إليه بصناعة الفلك وهي سفينة ضخمة وأكبر من «تايتانيك»... وكان قد زرع شجراً كثيراً «ربما شجر السنط» وانتظر عليه ستمائة عام ثم بعد ذلك صنع منه الفلك وفقاً للتوجيهات... وهذا بالطبع ما جعل سيدنا نوح يبلغ من العمر تسعمائة وخمسين سنة.... والخلاصة أن الزراعة كلامها كثير وحجتها أكثر.. وغايتو ربنا يلزمنا صبر أيوب ويدينا حكمة لقمان أما عمر نوح فهذا أمر يصعب المطالبة به..