بشر الحافي.. وجد رقعة مكتوب عليها اسم الجلالة في مكان قذر, فأخرجها بيده وطهرها وطيبها ثم سمع هاتفاً يقول له: «لأطيبن اسمك في الدنيا والآخرة».. وبشر الحافي صالح من الصالحين ذاع صيته في الآفاق لشدة ورعه وصلاحه, في زمن غابر وحتى يومنا هذا بين الصالحين والأولياء, هيئة علماء السودان اصدرت على خلفية استفحال ظاهرة إلقاء اسماء الله تعالى والملائكة والرسل والآيات القرآنية والأحاديث الشريفة في مكان نجس أو لا يليق بعظمة الله وجلاله أصدرت فتوى بردة كل من يجد هذه المقدسات في مكان غير لائق ولم يرفعها وهو قادر على ذلك, ولا يكلف الله نفساً الا وسعها. باعتبار أن أسباب الردة تعود الى الجريرة على الله عز وجل والاستخفاف بمقامه «وما قدروا الله حق قدره» الآية.. صحيح أن هذه الظاهرة المقيتة قد انتشرت بصورة ملحوظة خاصة بالتعامل الذي لا يليق بالصحف بعد قراءتها، وهي تحمل ما تحمل من مقدسات ربانية, وأنا شخصياً كنت أجد صعوبة بالغة في تتبع هذه الظاهرة لانتشارها حتى تعبت, وكلت يداي من التقاط هذه المقدسات من الأماكن القذرة فالصحف والكتب الدينية تجدها ملقاة في القمامة أو بالقرب من الأبواب تدوس عليها الأرجل، وعلى مقربة من بيوت الأدب، وبعضها داخل المراحيض, خاصة عندما تنتهي امتحانات الطلاب بنهاية العام الدراسي.. والحقيقة ينتابني ضيق شديد عندما أرى انتشار ظاهرة افتراش الصحف على المناضد لتناول الوجبات من على ظهرها,. أو استخدامها على أرفف المطابخ داخل البيوت, وأكثر ما يسترعى الانتباه هو القاءها داخل السلات التي يلقي عليها البعض «الصعوط» مما يُعد إهانة بالغة لمحتويات هذه المطبوعات.. ذات مرة كتبت عن أحد المحامين الذي صرح بأنه لا يقرأ الصحف وانه يلقي بها في الزبالة وكان اسم والد المحامي يتضمن اسماً من اسماء الله تعالى فهو عبدالمجيد, واستنكرت عليه هذا التصريح,. وكتبت أقول له: هل تقبل أن تلقي باسم والدك ناهيك عن أنه يحمل اسم الجلالة في القاذورات والأماكن النجسة؟ انت لا تحترم اسمك واسم والدك، وبالتالي فأغلب الظن أنك لا ترعى حرمات الله عز وجل ولم يستطع أن يتفوه بعد ذلك بكلمة..! وكنت قد كتبت أنبه لجنة النصوص ومسؤولي الاذاعة والتلفزيون الى ضرورة حذف المقاطع العاطفية التي يستخدم فيها اسم الجلالة كالأغنية التي تقول «لو حلفت برب البيت ما بريدك تاني أبيت» او «يازمن وقف شوية واهدي لي لحظات هنية وبعدها شيل باقي عمري شيل عيني».. بالله عليكم هل هناك استخفاف أكثر من ذلك؟, هنالك اغنيات كثيرة تستخدم فيها لفظ الجلالة بكل استهتار وسوء أدب مع الله تعالى. فمن اغنيات هابطة ومبتذلة المأمول أن تتم معالجتها جميعاً.. الرجل في بيته يشاهد بأم عينيه زوجته تقوم بتغليف اللحوم «كيمان كيمان» وتلفهم بورق الصحف فتبتل بدماء الذبيحة. ومعروف أن الدم نجس بمقدار ولا يجوز خلطه بالآيات القرآنية والأحاديث الشريفة. واسم الجلالة وأسماء الرسل والملائكة صلوات الله عليهم.. حاصل القول مطلوب فعلاً التنبيه الى خطورة هذه الظاهرة السيئة، إضافة الى وقف هذا الاستهتار بالمدائح النبوية التي لجأ بعض الفنانين والفنانات الى تلحينها والتغني بها وهن يتغنجن غنجاً فاضحاً في القنوات الفضائية والإذاعات بقصد التكسب من وراء ذلك.. « يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون».