الصوت الذي ينبغي أن يعلو فوق صوت البندقية، هو تمتين الجبهة الداخلية. فالعدو دائماً ما يستفيد من التمزّق والتناحر بين أطراف الوطن الواحد. ٭٭٭ والحركة الشعبية في دولة الجنوب .. ظلت على الدوام تستفيد من انقسام الجبهة الشمالية .. لقد امتطت حركة قرنق المعارضين، أبان سنى الإنقاذ الأولى .. فشهد عقد التسعينات استقطاباً حاداً، وصل إلى حد الاحتراب .. بين فصائل سودانية عربية ومسلمة. تخيلو: «ود الختم» كان يرفع السلاح في وجه «ود الترابي». وحكومة الإنقاذ - التي ترفع شعار المشروع الإسلامي - تواجه حفيد المهدي..!. ولم يلق السياسيون، هنا وهناك، بالاً بأن «دم المسلم على المسلم حرام». ٭٭٭ فحققت الحركة الشعبية هدفهاً في نيفاشا .. وكانت أكبر الرافضين لاشتراك وإشراك حلفائها «التجمعيين» في المفاوضات..!. لماذا..؟!. لأن الحركة الشعبية - ومن حالفها من «الشركاء الإقليميين والأصدقاء الدوليين» - ترى في تمزق الجبهة الشمالية سانحة تاريخية لخطف تقرير المصير وتحقيق الانفصال..!. وكان..!. ٭٭٭ واليوم .. اليوم .. فإن الجبهة الشمالية منقسمة على نفسها، والوطن أحوج ما يكون للتلاقي والاتفاق .. فإن النمر عند الهجوم.. لن يفرق بين محمد عثمان، وعلي عثمان، والصادق الصديق، وحسن عبدالله الترابي. فكلهم في نظر العدو.. «جلابة»..!. ٭٭٭ يا قادتنا .. كلكم يتحدث عن الإسلام .. ولا يعمل به.. أليس كذلك..؟! ولو أنكم تعملون به .. فلماذا لم تطبقوا آيات الله .. (واعتصموا بحبل الله جميعاً، ولا تفرقوا)، ولماذا لم تمتثلوا لقول الرسول، صلى الله عليه وسلم:(عليكم بالجماعة، إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية). ٭٭٭ أيها السياسيون.. استبينوا النصح قبل ضحى الغد. رئيس التحرير [email protected] 0912364904