في ثمانينيات القرن الماضي وبالتحديد سنين الجفاف والتصحر 4891م كان الناس يعيشون في حالة من برود العيش وإنحطاط مستوى الحياه مع غلاء وإنعدام لكل السلع الضرورية مثل السكر والبصل وحتى الصابون.. في تلك الحقبة كانت حياة المواطنين مليئة بالمفارقات والمواقف والطرائف والقصص التي أصبحت حتى الآن ضرباً للأمثال.. يحكى أن هنالك طفلاً دائم البكاء والمطالبة لوالديه أن يوفرا له شاي بلبن وهو لا يدري ولا يعلم بحكم سنة انهما لا يملكان ثمناً للشاي أو السكر ولأن الطفل بطبعه يحب شرب الشاي ولا يسكت عن البكاء إلا عندما يمسك بكوب الشاي ودون أن يقدر ظروف والديه ظل يبكي ويصرخ.. داير لي شاي بلبن.. داير لي شاي بلبن.. جده الحكيم العالم بتفاصيل الأسرة وارتفاع أسعار السكر نهره بشدة قال له (هس) يا أبني انت أحمر لاقيه خلى شاي بلبن.. اي انت شاي سادة لام فيه ناهيك عن اللبن (هس) أي (أسكت) لم يجد الطفل بداً من الكفء عن البكاء حيث استوعب حديث جده القاطع للشك بعدم وجود السكر أو اللبن فمع شح وارتفاع أسعار السكر هذه الأيام والذي وصل فيه سعر الكيلو إلى 0005 الف جنيه نجد أمثال هذا الطفل بكثرة.. فمع غلاء الأسعار لا يستطيع الآباء والأجداد تلبية رغبات الاطفال.. الأمر الذي يجعل الأب في هموم لا يهدأ له بال.. فالدخل محدود واليد قصيرة والآمال طويلة وعريضة لا يحد لها حدود.. فبين رغبات الأطفال ومجابهة الآباء للصعاب ظهروا تجار الإحتكار.. زادوا الأسعار.. والسكر في السماء طار.. وذلك في الحكومات السابقة.. ولكنني أقول بكل صدق لم ينعم السودان بما ينعم به الآن ففي عهد الانقاذ وحكومة الرئيس عمر البشير كل الخدمات متوفرة من صناعة وكهرباء وماء وصحة وتعليم وتنمية المجتمع والإستقرار الدائم.. لكن في ظل انتاجية مصنع حلفا وكنانة والجنيد وعسلاية وخشم القربة ليس هنالك أي مبرر لتاجر أن يفتح خشمو ويزيد في سعر السكر أو أي سلعة تلك هي احتكارية جشعية واستغلالية انتهازية للمواطن من قبل التجار يجب محاربتها أول بأول فا(السكر) بفتح السين وليس بضمه وهو سلعة ضرورية ومادة غذائية تقزف به المشاريع على سبيل الإستعانة بالعمال إلى موضع انتاجه ثم تقوم الجرارات بنقله إلى مراكز توزيعه لكنه لا يوزع بالصورة المطلوبة لأن المحليات تخص فئة قليلة من التجار بأعطاءهم كميات كبيرة من كوتات السكر كمحاباة فيحتكرون بالتخزين لحين غلائه.. فالإحتكار هو السبب الرئيسي في غلاء الأسعار.. السودانيون هم في الأصل سكر على لبن (فالشاي مفيد للنعسان والساهي) من مقدماتهم الإكرامية (تشرب شاي ولا قهوة) وفي أمثالهم يقولون الحمام يولفوه بالسكر .. وفي أغانيهم انت قطعة سكر انت أحلى وأنضر.. ما تبقى من القول:- ويعيش السودان في ظل الانقاذ جسور وقصور بترول وغاز مويه ونور وكل شيء أصبح مجاز أمن وسلام حبور وسرور سودانا يا أرض أجدادنا العزاز وتعيش الانقاذ للاعتزاز لا الإهتزاز ونفديها بكل الشعور هجليجاً محور إرتكاز