حيا الله الشاعر الفذ سيف الدين الدسوقي، أحد أكبر الشعراء السودانيين إذ أنه جمع ما بين الفصحى والدارجية وسبق أن شارك في مهرجان المربد الشعري العربي الجامع في بغداد والذي كان ينظمه سنوياً نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ويشرف عليه بنفسه وكانت مشاركته مشرفة اشراف ابداعه المتميز وسيف من أبناء أمدرمان ولأمدرمان عشق خاص في نفسه ورونق لهذا الحب عبر أكثر من قصيدة معروفة ودرس في أمدرمان عندما كان يقيم مع أسرته في «حي العرب« مهد الابداع الاصيل، ثم درس بالمعهد العلمي ومن ثم جامعة القاهرة فرع الخرطوم وعمل مذيعاً بالتلفزيون ثم هاجر للعمل بإذاعة المملكة العربية السعودية لعدة سنوات، ثم عاد مديراً لإذاعة وادي النيل في منتصف الثمانينيات ومن ثم وزارة الإعلام في وظيفة مرموقة حتى تقاعد بالمعاش ومن ثم انتقل لمنزله بأحد أحياء أمدرمان الطرفية، إمتدادات الثورة الحارة «24» وعانى من المرض كثيراً ولكنه تحمله بصبر وجلد متعه الله بالصحة والعافية وهو أحد المؤسسين لاتحاد شعراء الأغنية السودانية وندوة الاربعاء التي كان يقيمها الراحل مبارك المغربي في نادي الخريجين بأمدرمان ويتعهد الشعراء الشباب برعايته وعمل ضمن كبار الشعراء في لجنة النصوص الشعرية وبرنامج الأستاذ والهرم الإعلامي حمدي بدر الدين «فرسان في الميدان» في لجنة التحكيم مع الراحل علي المك والراحل فراج الطيب وكان رأيه مؤثراً وقد تغنى له الفنان الذري الراحل ابراهيم عوض بأعذب أغنية «المصير» والتي لحنها الموسيقار ود الحاوي كذلك جمعه مع الجابري أغنية الغربة «مافي حتى رسالة واحدة» وتغنى له الراحل زيدان ابراهيم وشكَّل ثنائية بديعة مع الفنان الكبير الراحل محمد أحمد عوض ولعل أشهر أعمالهما «رغم بعدي برسل سلامي.. يحوي شوقي وكل إحترامي» وتعامل كذلك مع عدد من كبار الفنانين منهم الراحل سيد خليفة «ازيكم.. كيفنكم.. انا لي زمان ما شفتكم» كما كتب الاهزوجة الوطنية الخالدة للراحل الذري ابراهيم عوض «احب مكان.. وطني السودان» وسيف شاعر متفرد تم تكريمه من قبل الدولة ويستحق أن نقف عنده كثيراً وهو صاحب دواويين شعرية منشورة باللغة الفصحى وطبعت «اروقة» مجموعته الشعرية الكاملة وهذا هو الوفاء بعينه لشاعر مطبوع.