هي عادات وتقاليد في كثير من البلدان العربية حيث توجد الأسرة الممتدة أو تعيش العائلة في بيت واحد أو «حوش» واحد الأبناء والنبات والأعمام والعمات والأحفاد وغيره من اشكال المجتمعات، وفي السودان كان للبيت الكبير وجود وكيان مثل عراقة المجتمع وترابطه وتماسكه وأكد على كيان الأسرة السودانية كنموذج لأهمية البيت الكبير الذي يجمع الخال والعم والجد والجدة وكل كبير له دور في تربية النشء بخبرته ولكن هل مازال أفراد الأسرة يتحملون بعضهم في حياة تختلف ملامحها ونمطها بما تحمله من الماضي عن الحاضر..! وهل مازال البيت الكبير يسع الجميع؟ ٭ عثمان جعفر يقول: النفوس هي التي ضاقت وليس البيوت أو «الحيشان»، لأن نفس الإنسان وصدره إذا تقبل الآخرين يمكن أن يعيش الناس مع بعض ولو في «خيمة»، ولكن الحقد والحسد والضغائن أصبحت الآن هي التي تدفع بأفراد الأسرة الى التفكك وعدم تقبل الآخر، فلا الأخ يتحمل أخيه ولا الأُخت تتقبل أختها أو زوجة أخيها والعم لا يتقبل ابن أخيه وكل يرفض رؤية وجهوهم أمامه لذا نجد إن البيت الكبير في السودان تشتت اركانه وإنهار عموده وأصبحت عائلات تحسب على أصابع اليد هي التي مازالت تحافظ على أهمية البيت الكبير ودوره وكيانه في المجتمع بكل ما كان يحمل من معاني وسمات مثلث مجتمع سوداني أصيل في زمن مضى. ٭ نهلة حسين تؤكد: البيت الكبير من الأشياء الجميلة التي إفتقدناها من تراثنا السوداني وقيمنا السمحة التي للأسف أصبحت ينظر اليها على إنها مروثات بالية وتقاليد قديمة لا تتماشى مع الحاضر والتطور والعولمة التي كل إنسان يريد أن يكون معزولاً وبعيداً عن الناس دون قيد لحرية أو شخص يمثل «قرابته» يعيش معه في مكان واحد فالكل يريد البعد ويختار بيتاً خاصاً به لا يوجد فيه حنان الجد والحبوبة ولا حنية الخال والخالة ولا إهتمام الأعمام والعمات ولا تماذج أبناء العم والخال وأبناء الخالات. ٭ الأستاذة: اسماء عبد الله باحثة إجتماعية تضيف كلما تطورت حياة الناس تغير سلوكهم ورغباتهم واهوائهم وظلوا في حِراك مختلف عن النمط الذي الغوه وعاش عليه آبائهم واجدادهم لذا لم يعد البيت الكيبر الذي ظل أساساً للأسرة السودانية لفترة طويلة من الزمن لم يصبح له وجود كما السابق إلا برغبة الأسرة نفسها واصبح أغلب الأبناء يريدون حياة منفصلة عن شجرة العائلة والنهج القديم للحياة بل يجذبهم التغيير والحياة المعاصرة.