في العصر الرقمي والحساب بالثانية والرنين المغنطيسي هكذا جاءت الخاطرة وشفرة الوجدان وصدى صرخة الميلاد من أعماق ذلك الزمان الجميل لا أدري هي خاطرة اخترقت جمود الأرقام وتوغلت بين الآحاد والعشرات والمئات وعلم المتواليات ونتائج المعادلات وقيمة س وص والجذور والأس ولوغريثمات المثلثات والرسم الهندسي وفي الخاطرة أرقام ذات إحساس تحضن عمق التاريخ وتواصل الاجيال.. عام 4691 إنه عام الثورة والانتفاضة وتغيير ملامح الشعب السوداني في ملحمة عاشت طويلاً في الشارع والأغاني وفي أعماق جيل اكتوبر والذين هم الآن أصحاب الريادة والقيادة في كافة مناحي الحياة. مواليد 46 بلغة الأرقام الآن في رحم كل الأشياء صدى صرخاتهم تملأ الآفاق من عمق اكتوبر ينهلون من نبعه حروفهم تأتي من بعيد تردد أناشيد ذلك التاريخ وكلماتهم وأحلامهم مفعمة ومضمخة بإحساس الثورة وعبق الانتماء والولاء. مواليد 46 خاطرة عنوان جاءت في لحظات إنتفاضة على جيل ثورة أبريل في 5891 وهي مساحة أتركها للمقارنة بين مواليد 46و58. مواليد 46 الآن هم ميلاد الأشياء وحلم الأبناء وفخر الوطن إنهم يعيشون ميثاق الرسالة ونضج الثمار في الخفاء والعلن مهجرين وأنصار خريجون وعمال وأموات وشهداء موافقون أو معارضون إنهم لن يسقطوا راية الوطن وحتمية الخدمات ومشروعية الطموح إنهم متحدون لايختلفون تزوجوا القضية ومخاض الديمقراطية وصرختها الاولى وفرحة الأمة وحبو الطفولة وذغرودة الوطن يحتفلون بالتضحيات وتسمية الأشياء وفخر الرموز وترسيخ التواصل. مواليد 46 أنفاسهم رحيق اكتوبر منهجهم ثورة وإباء وطموح وطن بلغة الأرقام والأعمار.. هم شباب السودان يحملون الرسالة واللواء آبائهم حققوا الاستقلال واشعلوا ثورة اكتوبر انجبوا من نراهم الآن وتراجيديا الصراع أراهم في الحروف وأعمدة الصحف في المنابر في كل اللوحات التي تحكي عن سودان ما بين 46و58 إنهم مختلفون أجدهم في المساطب الشعبية يهتفون ويتحسرون وبلاشك لن يرضيهم لحظات تكريم وعواطف تأبين إنهم ينشدون فرح القوافي وعمق الأغاني وطمي للسنابل وحدقات العيون وإصرار القمر على أصحاب المقاعد الرفيعة الذين تجاوزهم عبق اكتوبر في الحكومة والجامعات والمرافق الحيوية والخدمية عليهم أن يفسحوا المجال لمواليد 46 بلغة الأرقام إنهم الأكثر شباباً وبلغة الارقام انتم في مرحلة الاسترخاء واحتكار السكينة وحب الذات لاتملكون سوى الذكريات ونشوة الاستقلال لكم الفخر ولنا الاعتزاز بكم.. مواليد 46 عاشوا حقبة السودان الحقيقي توارثوا المجد وهم الآن قادرون على المحافظة عليهم وعلى الاجيال أن يسطروا لهم التاريخ ومقبل الأيام.. إني أراهم في كل الساحات وفي المرافق وفي الشوارع وحب الوطن.