بدأت المخابرات العامة المصرية، التواصل مع الحكومة السودانية؛ لمناقشة خطوات حل أزمة سد النهضة الإثيوبي، حيث زار اللواء محمد رأفت شحاتة، رئيس المخابرات، الخرطوم، أمس الأربعاء، وذلك عقب اجتماع مغلق بين الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية، ووزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول عبد الفتاح السيسي. وقال اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الاستراتيجي، إن زيارة شحاتة للخرطوم، تأتي في إطار الحوار المصرى السوداني وتبادل الآراء لصياغة موقف موحد رافض للتوقيع على اتفاقية عنتيبي، مستبعداً أن تكون الزيارة بهدف بحث عمل عسكري ضد إثيوبيا. وأكد سيف اليزل أن زيارة رئيس المخابرات العامة تأتي أيضًا لمطالبة الجانب السوداني بعدم التوقيع على اتفاقية عنتيبي وتوحيد الموقف المصري السوداني أمام هذه الاتفاقية، مشيرًا إلى أن الموقف المصري سيزداد صعوبة إذا وقع السودان على الاتفاقية. فضلاً عن إعلان السودان عدم تضرره من هذا السد، مما يؤدى لهشاشة الموقف المصري، لافتاً إلى أن الحل العسكري لا يناقش في الوقت الراهن باعتباره آخر الحلول، مشددًا على أهمية استخدام الدبلوماسية والسبل السياسية لحل الأزمة. وقال اللواء طلعت مسلم، الخبير الاستراتيجي، إن الزيارة تأتي في سياقها الطبيعي للاتفاق بين دولة السودان حول المرحلة المقبلة وما يمكن أن تتضمنه من إجراءات بين الجانبين للوصول إلى رأي موحد حول سد النهضة لاتخاذ قرار سياسي مشترك. وأشار مسلم إلى أن القوات المسلحة لا يمكنها اتخاذ موقف حاليًا بسبب عدم وجود دراسات فنية وافية عن السد، معتبرًا أن الدور الأكبر في تلك الفترة يقع على عاتق مؤسسات المجتمع المدني والوفود الشعبية والدور الحكومي بما لديها من وزارات، مؤكداً ضرورة وجود دور للأجهزة المعنية في الحصول على المعلومات، مشددًا على ضرورة أن تكون مصر جبهة مع السودان من أجل الاتفاق على آليات محددة لمواجهة أزمة السد الإثيوبي.