[email protected] كثيرا ما يتباهى كبار السن بأن زمانهم الذي عاشوا فيه حمل من القداسة والنقاء والطهر والبراءة والدعة والراحة ما ينعدم في هذا الزمان لا ادري هل يتحدثون عن ساعات ودقائق بعينها ام انهم يتحدثون عن وقت كانوا فيه شباباً وفي كلا الحالتين لا يخلو الموضوع من المبالغة البريئة . وشهد شاهد منهم وهو الاستاذ الجليل عبدالواحد لبيني في عموده بصحيفة الوطن بعنوان ( خرافة الزمن الجميل ) والذي فند فيه ادعاءات كبار السن انفة الذكر والذي من الممكن ان يكون قد اوغر صدور الشيوخ عليه. ان كان الحديث عن ساعات ودقائق فهي كما هي لم يتغير فيها شئ وان كان حديثهم عن زمان كانوا فيه شباباً فهو لا يعدو ان يكون حنيناً للماضي زمن القوة والفتوة والمقدرة على الاستمتاع بملذات الحياة فعدم القدرة المصاحب لهم في زماننا هذا الذي ينسبونه لنا رغم انهم يشاركوننا فيه هو السبب ليخرج علينا كبار السن ويصبون علي هذا الزمان جام غضبهم ويلعنون كل شئ من حولهم , شخصياً لست في عمر كبار السن ولست في عنفوان الطاشرات وبداية العشرينات الذين هم اهل الجلد والرأس في هذا الزمان والوسطية التي اتمتع بها جعلتني في موقف محايد اصلح لأن اكون حكماً بين الفريقين فأعلم الكثير عن الشياب مما لا يعلمه الشباب واعلم كثيراً عن الشيخوخة مما لا يعلمه الشيوخ فتحت الجلسة. اولاً اقول بكل احترام وتقدير للأباء والأجداد الافاضل امد الله في ايامهم ان سب وشتم كل ما هو موجود اليوم ليس عدلاً فأن الحاضر اليوم هو مستقبل لفئات عمرية وسوف يكون ماضي لهم لا شك انهم سيذكرونه بالخير في يوم من الايام والشهادة لله الشباب في اليومين ديل لم يشاركونكم الاستمتاع بماضيكم المقدس هذا ولكنكم تشاركونهم الان حاضرهم وتستمتعون معهم بكل جديد ولا تنسوا سادتي ان الحاضر اليوم هو من تخطيطكم بالأمس فمحاولة الفصل بين الاجيال مسألة مستحيلة حتى وان اطلق المنظرون عقيرتهم بمسألة عدم تواصل الاجيال لأن التواصل قد لا يظهر في شكل معرفة بالماضي أو الاشخاص أو في شكل ثقافة عامة قد لا تجد من سمع بالشاعر أو الفنان فلان ولكنه فعلياً عبارة عن غرس تشكلت دواخله بأشعار فلان وغناء فلان وهذا ما يكون سبباً في وجود الشبه بين افراد الشعب الواحد في السلوك والانفعالات والأمزجة ودرجات السعادة ولحظات الفرح والغضب . ثانياً اقول لشباب اليوم عليكم احترام ماضي الاباء ونسبته لأنفسكم كمقتنيات لا تقدر بثمن لأن الماضي إحساس جميل حتى ولو لم يكن جميلاً في الماضي , وجدلية الحنين للماضي وتفضيله على الحاضر شئ مستمر يعيشه كل منا حتى انك تجد الشاب في العشرينيات من غمره يحن للماضي ويقول نحن زمان .