الإعمار الهاشمي ودور وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في الحفاظ على الأماكن المقدسة في القدس.. القدس.. لأنها زهرة المدائن اليها تشد الرحال ولأنها أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ومعراجه الى السماوات العلى، فقد كانت القدس ولازالت قرة عين الهاشميين ومهوى أفئدتهم وفي قلوب الأردنيين الذين كانوا وما زالوا عوناً لاشقائهم الفلسطينيين واخوة لهم على الدوام. قال تعالى: وفي الأثر عن رسول الله قال: «من أراد أن ينظر الى بقعة من بقع الجنة فلينظر الى بيت المقدس» وقال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما «بيت المقدس بنته الأنبياء وعمرته، وما فيه موضع شبر الا وقد سجد عليه نبي أو قام عليه ملك» ٭ إن دور وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الحفاظ على القدس والمقدسات فيها، يأتي من حرص المملكة الأردنية الهاشمية وعلى رأسها جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله، على الرعاية والعناية بالقدس ومقدساتها، حيث تواصل وزارة الأوقاف ومديريتها في القدس ولجنة اعمار المسجد الأقصى المبارك والصخرة المشرفة برئاسة معالي وزير الأوقاف تواصل اعمالها بالرغم من الإحتلال الإسرائيلي للمدينة المقدسة وذلك للحفاظ على الهوية العربية والإسلامية لهذه المدينة التي سيبقى أبناء هذا الوطن الشامخ وعلى رأسهم جلالة الملك مخلصين لها وعلى العهد واضعين نصب أعينهم الحفاظ عليها وعلى مقدساتها باذلين أقصى الجهد بكل أمانة وشرف وإباء للعناية والرعاية للقدس ومقدساتها لأنها مهبط الرسالات وأرض الأنبياء والصديقين والشهداء ونستذكر هنا ما قدمه الشريف الحسين بن علي قائد الثورة العربية الكبرى من دعم وتبرع للمسجد الأقصى عام 4291م حينما قدم «42 الف دينار ذهبي» للمسجد الأقصى واوصى بأن يدفن في جنبات الحرم القدسي الشريف تجسيداً لتمسكه بالقدس وفلسطين والأقصى المبارك الذي إستشهد على عتباته الملك المؤسس عبدالله الأول بن الحسين طيب الله ثراه واستمر من بعده ابنه المغفور له الملك طلال رحمه الله بالرعاية والإهتمام بهذه الأرض المقدسة وبتوجيهات ملكية سامية من جلالة الملك الحسين بن طلال رحمه الله فقد صدر القانون الأردني رقم «23» لسنة 4591 بتشكيل لجنة اعمار المسجد الأقصي المبارك والصخرة المشرفة وذلك لتعني بالحرم القدسي الشريف وما يشتمل عليه من معالم إسلامية خالدة ولتقوم هذه اللجنة بمهمة الرعاية والصيانة والترميم والمحافظة على المسجد الأقصى المبارك والصخرة المشرفة والمرافق كافة، وتابعه في هذا الإهتمام الكبير جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله وذلك من خلال اطلاعه المتواصل وتوجيهاته المستمرة للجنة الإعمار وأجهزة الأوقاف بإيلاء المسجد الأقصى المبارك والمقدسات في القدس جل الإهتمام والعناية، وبتوجيهات جلالته السامية فقد صدر قانون الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة رقم «51» لسنة 7002م الذي يهدف الى توفير التمويل اللازم لرعاية المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة والمقدسات الإسلامية في القدس الشريف لضمان استمرارية إعمارها وصيانتها وتجهيزها وتوفير جميع المتطلبات اللازمة لتأكيد أهمية هذه المقدسات وحرمتها لدى المسلمين بشكل عام والهاشميين على وجه الخصوص. وكما يعلم الجميع فبعد وقوع القدس الشريف في يد الإحتلال الإسرائيلي عام 7691م شكّل المواطنون في القدس الهيئة الإسلامية العليا التي أعلنت في أول بيان لها أن القدس عربية وهي جزء لا يتجزأ من الأردن وأن ميثاق الأممالمتحدة يمنع اسرائيل من الإعتداء على الأراضي الإردنية، ولذا فإنه لا يجوز لإسرائيل ضم أي جزء من الأراضي الأردنية اليها وكذلك ظلت أجهزة الأوقاف والمحاكم الشرعية مرتبطة بأجهزة للأوقاف في القدس ليشرف بشكل عام على إدارة أوقاف القدس ويتم تعيين أعضائه بقرار من مجلس الوزراء الأردني الموقر وذلك للإشراف على إدارة الأوقاف والأملاك الوقفية التي تشكل أكثر من 05% من الأملاك في القدس الشريف. وأوضحت الحكومة الأردنية أن المقدسات الإسلامية في القدس وديعة وأمانة في يدها تسلمها الى الأشقاء الفلسطينيين بعد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ولتكون القدس عامل من عوامل التعاون المؤلفة بين المسلمين وأساساً لجمع كلمتهم وتوحيد صفهم من أجل الحفاظ على هويتها العربية الإسلامية وإستعادة كامل الحقوق لتنعم الأجيال القادمة بالتقدم والإزدهار والسلام ولتحقيق هذه الأهداف النبيلة تقوم وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بدور كبير في الحفاظ على الأماكن المقدسة في القدس عن طريق الرعاية المستمرة والإعمار المادي والمعنوي الدائمين للمقدسات. وتقوم مديرية اوقاف القدس التابعة لهذه الوزارة وكذلك لجنة الإعمار والصندوق الهاشمي لاعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة بأدوار كبيرة في القدس، وفيما يلي عرض موجز لبعض ما قامت وتقوم به هذه الوزار ولجنة الإعمار برئاسة معالي الوزير من أدوار للحفاظ على هذا الإرث والتراث الخالد. تقوم الوزارة بدور كبير على المستوى المحلي والعربي والإسلامي لتعريف الناس بأهمية القدس الدينية والروحية من على منابر مساجدها سواء كانت في الأردن أو في مساجد القدس وذلك بتوعية أفراد الأمة بأهمية الأرض المقدسة والإرتباط العقدي بها ودعوتها المؤسسات والهيئات العاملة من أجل القدس في كافة دول العالم للإجتماع ولتوحيد الجهود لعمل مؤسسة مركزية واحدة من أجل المدينة المقدسة. نواصل