سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
.. لقد مللنا .. النزاعات الإدارية عند بداية موسم التسجيلات دكتور حليم رسَّخ قاعدة التطور الكروي .. ولم نستفد !!
كابلي ورحلة السفر الطويل .. والاشتياق المنتظر .. .. البلابل أربعون عاماً .. وسؤال حائر ..
النزاعات التي تدور في كل موسم عند نهاية التنافس وبداية التسجيلات، تبدو ناقصة الجوانب المهمة.. بدليل أن هذه المسرحية أصبحت مشروخة. لم تُعطنا ثمار نافعة .. فدائماً نشاهد تنافساً أكثر من عادي، وأداءً يفتقر لأساليب التطور مما يضع لون التنافس في دائرة محدودة وضيقة ومنحصرة في أندية بعينها .. وحتى هذه الأندية ظلت لا تسابق نفسها وانحصرت في عطائها الجماهيري والتنادي لنجومها بشيء من التواضع .. .. أقول مظهر الاندية الكبرى «هلال .. مريخ» في السنوات الاخيرة أو الموسمين الماضيين، لم يكن بالقدر الذي يوحي ويؤكد بأنهم قادرون أن يذهبوا بعيداً في البطولات الأفريقية.. وباتت طموحاتهم في حدود نيْل البطولة المحلية «الممتاز» مما خلق فجوة الانتقال الحقيقي لما هو أفضل أفريقياً .. .. سلبيات التنافس الذي نشاهده داخلياً هو أحد الاسباب الجوهرية في الإخفاق القاري .. لأننا أصحاب نواقص في الرؤية الادارية والفنية.. ونعتمد في مجمل التغيير أن الادارات تتسابق بفهم مخلوط نحو جوهر المرتكزات الاساسية في التطور الكروي .. وتبدو المشغوليات كيف يكون شكل الانتصار الاداري بين ادارة واخرى تصاحبهم رغبات القاعدة التي تنادي برغباتها، ولكنها تنتظر المشهد القادم بشيء من المفاجآت.. فتتوه الرؤية الفنية بين اشكال التحديات المطروحة التي تتعجل المواقف بدون أن يكون هناك اجماع على صياغ واحد ومتحد.. .. التطور الكروي لا يمكن أن يأتي من وراء الصراعات.. التطور الكروي يبدأ من القراءات الهادئة عبر نافذة المشورة الفنية الواسعة، وأن تكون هناك أسساً ومؤسسات بدائية تنطلق من النسق الذي ينمو في أروقة النادي ليتلمس خطى الولاء برعاية تربوية سليمة.. وهذا الأمر يحدث في معظم الأندية الافريقية خاصة مناطق شمال وغرب أفريقيا التي أخذت التجربة عبر انفتاحها الحقيقي على أوروبا .. .. أنني أتأسف كثيراً أن أقول بإننا لم نتعلم كيف نحافظ على تطورنا الكروي عندما كنا نتقدم بصورة ملحوظة في بدايات اشتراكنا الفعلي في التنافس القاري بداية تأسيس الاتحاد الافريقي .. فقد كانت هناك رؤية إدارية ناجحة يقف عليها رجال متطلعون لقيمة التطور الكروي بفهم شامل لم يعتمد على الولاء الضيق .. فقد كان دكتور حليم رحم الله رجلاً ذو موسوعة إدارية همه الاول كيف نكون في المقدمة الكروية.. .. حقاً هناك اخفاق اداري ملحوظ نعيشه في هذا الوقت رغم توفر الامكانيات المادية.. وبات اللاعب السوداني ضائعاً في وسط هذا الزخم .. فإذا التفتنا للموهبة السودانية بفهم إداري سليم نستطيع أن نضع لاعباً عالمياً كما يحدث في بعض الدول الافريقية التي اهتمت بهذا الشأن فوصلت إلى مبتغاها فأعطت الملاعب الدولية أفضل اللاعبين .. أقول إننا مسؤولين تماماً على مستوانا الحالي لأننا نفتقر تماماً لتوحيد الرؤية الفنية.. فكل ما نمتلكه هو النجاحات الادارية المؤقتة «هلال .. مريخ» في حين أن مثل هذه الاندية تقع على عاتقها مسؤولية التطور لأنها صاحبة قاعدة جماهيرية عريضة وداروسانيات مادية تسمح لصناعة فرق قوية وقادرة على الوصول إلى قمة الهرم الكروي افريقياً.. .. بحق نحن نبحث عن أنفسنا .. والبحث قد يكون شاقاً إذا تمسكنا بالولاءات الضيقة.. وقد يكون سهلاً جداً إذا اجتمعنا على الهم الواحد والمشترك، ربما نصل ولكن بعد سنوات وسنوات.. كابلي ورحلة السفر الطويل .. المطرب .. الفنان .. الرائع عبد الكريم الكابلي أحد دعامات الثقافة الفنية لسنوات خلت منذ ستينيات القرن الماضي .. رسَّخ ثقافة الاغنية المتوازنة بفهم التطويع الابداعي .. قدم لوحة جمالية في المفردة الغنائية في تلك الحقبة الثقافية العالية، فشَّكل على خارطة الاغنية السودانية «جماعات الاستلهام الثقافي» ليشكل قاعدة من نوع فريد ليعطي نجاحاً في الاداء الرفيع .. سافر الفنان الرائع في رحلة سفر غرباً .. وظل هناك في امريكا.. وبدأت مسافات الاشتياق في انتظار ولهفة.. بل وفي تسابق حسي صادق .. فالاستاذ عبد الكريم الكابلي حالة خاصة من العطاء الإبداعي.. قدم أفضل الروائع وسكب على وعاء الأغنية السودانية اللوذية المتفردة، ليجلس بامتياز على مقعد ثقافة الأغنية !! عبد الرحمن جبر .. يسابق الزمن بنجاح ..! الاعلامي والصحافي الشاب عبد الرحمن جبر عبر صحيفة آخر لحظة.. له نقائيات خاصة بصفحته الفنية «الاسبوعية» ويتمتع بالوثبة الشجاعة -إن جاز هذا التعبير- عبر التناول المطروح لأكثر من قضية طُرحت في الساحة.. وهو يلتمس القضايا الفنية بموضوعية.. فهو شاب متابع وجاد.. وهذا الحكم الذي أفرده لم يأتِ من فراغ، بل من متابعة صادقة أشاد به من قبلي آخرون وتمدد في العطاء وبهذا القدر من الشجاعة المسؤولية باجبار الاخفاقات أينما كانت في الساحة الفنية. -- بورتسودان واجهة ثقافية.. انفرادية.. مهرجان الثقافة والسباق والتسوُّق بولاية الشرق الحبيب بورتسودان، له تداعيات خاصة.. واقبال منقطع النظير. ونحن اليوم نعيش اللوحة السابعة لهذا التجمع الناجح الذي يقف من ورائه رجال قادرون على العطاء.. لا أريد أن أمتدح الوالي الطاهر إيلا .. فهو رجل يتمتع بحضور ذوقي ناصع البياض، بدليل أن هناك نجاحاً متلاحقاً ومتوالياً لهذه الظاهرة الثقافية والسياحية، أكدته النقلة الجماعية حضوراً ومتابعة.. .. حقاً مدن بورتسودان وضواحيها تعيش في مثل هذه الايام تظاهرة ثقافية شاملة تستحق أن نقف عندها لنشيد بمنهجها الذي أخذ من الرأي العام طرحاً إيجابياً، لتكون بورتسودان مسرحاً للإبداع في كل مستوياته..!! -- تاور أسلوب خاص للإمتاع المطرب محمود تاور.. مطرب يمتلك ناصية التشويق الاستماعي .. وله كاريزما التمدد في المفردة الغنائية.. يتوه بعذوبة شجية ليطرب نفسه أولاً ثم ينتقل ليأخذ حالة التطريب بشمولية.. .. استمعت إليه جيداً في أكثر من عمل.. فأدركت تماماً انني أمام مطرب يغني بعمق ولا ينتظر المدح من زوايا أخرى.. لأنه صاحب قناعات جادة .. وبأسلوب خاص ليس له مثيل .. أقول مزيداً من هذا الاسلوب وبطريقة أكثر تطوراً ترسيخاً لمنهجه الأدائي.. -- نسرين سوركتي .. إبداع ونجاح مشهود المذيعة التلفزيونية.. نسرين سوركتي لها خصائص التفوق منذ البدايات الاولية.. فكلما أشاهد برنامج أغاني وأغاني الموسمي للاستاذ الرقم السر قدور.. يدور في خاطري بدايات هذا البرنامج وفي معية المبدعة نسرين سوركتي في تلك الفترة.. النجاحات حالة خاصة تعيشها نسرين سوركتي في أي وقت وأي زمان.. نحتاجها دائماً في الإبتكار والتنوع أينما كانت فهي إعلامية من طراز ناجح ومشهود.. -- البلابل أربعون عاماً .. وسؤال حائر؟! .. البلابل هادية.. وآمال.. وحياة.. حضرن إلى الساحة الفنية في عهد الانفراد الثلاثي للأغنية النسائية في سبعينيات القرن الماضي .. وأعطين لوحة زاهية في الأداء الجاذب وقدمن أروع الأغنيات فكن حضوراً ناجحاً إعلامياً.. ثم ابتعدن لسنوات طويلة بسبب السفر وبُعد المسافات.. ولكن جئن في السنوات الاخيرة بشهية مفتوحة.. وظهرن على مسرح الاغنية.. فكان الحضور الجماهيري للاستماع إليهن بأوسع الأبواب، ثم بدأ الغياب يأخذ شكلاً من الخصوصية.. نتطلع أن تعود نغمة البلابل بالجديد.. ليتوه السؤال الحائر.. هل وقفن على اعمالهن القديمة الرائعة؟.. أننا في انتظار تحديات الإبداع لهذه الظاهرة الجميلة..