[email protected] أتحدث اليوم بعد أن رفعنا راية إستقلالنا المجيد ، وعشنا معاُ ملحمة الإستقلال الخالد ، نذكر معاً أن أقباط السودان كانوا كقبيلة سودانية مثلهم مثل كل القبائل ، يعدون العدة لهذا الإستقلال العظيم ، كان السودان كله شماله وجنوبه ، شرقه وغربه، وسطه وأطرافه يعملون معاٌ يداً بيد الأيام الطوال والسنوات العديدة نحو تحقيق حلم الأجيال فى الإستقلال ، نحو تحقيق الآمال بالإستقلال وهذه محطات نذكرها لأقباط السودان :- 1- قررت الكنيسة أن القبطى السودانى مواطن حر فى إنتمائه السياسى ، يعمل فى أى حزب سودانى لصالح الوطن ، وحددت الكنيسة رسالة روحية تسعى نحو سمو الفرد فى النزاهة بقيمة الروحية . 2- رفض الأقباط فى العصر التركي أن يبني لهم محمد على كنيسة قبطية ، كان محمد ذكياً فى القرار لأنه يعلم أن إستقرار الأقباط فى السودان يتطلب تواجد الكنيسة القبطية التى ترعى المواطن منذ مولده وحتى رحيله من العالم ، ولكن كان الأقباط أكثر ذكاءاً منه فهم لا يحبون أن يكونو فى قائمة الإستعمار التركي . وبنوا بعد ذلك كنائسهم من حر مالهم . 3- إهتم الأقباط بالتعليم ، وفى مدارس الأقباط وفي كل ربوع السودان ، درس السودانيون ، مسلمون ومسيحيون ، ومنهم تخرج قادة الركب السياسى ، ومنهم جاء الإستقلال التام أو الموت الزؤام. 4- كان للأقباط دور كبير فى أول ثورة شعبية ضد الإستعمار . ثورة المهدية ، وقد ساندوا المهدية ، وقد ساندوا المهدي فى الأبيض ، وأقام عبد الله التعايشي فيلقاً قبطياٌ لحماية مكتسبات الثورة المهدية ، كما كان القبطى يوسف مخائيل مليكة هو رجل الثورة االمهدية ، وإقيم أميراٌ للأقباط وحافظاٌ لسر الخليفة ، كما كان إبراهيم بك خليل هو مسئول بيتالمال للثورة المهدية ، وأول مراقب مالى لها . 5- وعندما تأسس نادى الخريجيين،كان الأقباط أعضاءاً فيه ، وكانوا ملتزمون بمبادئهم وكانوا من أكبر الداعمين لنادى الخريجين ، وهنا نذكر برسوم ملطي الزعيم القبطي لنادي الخريجين فى الأبيض ، وعضو اللجنة الفرعية ، وبعد هذا تأتى أسماء كثيرة وكبيرة عبد المسيح غبريال ، ونجت برسوم وكيل وزارة المعارف ، موريس جرس ، صبحى صليب ، وليم عيسى مدير وزارة المالية ، صليب غبريال ، ملاك إسحق ، ذكى بطرس هرمينا ، نكولا عيسى ، صبحى فانوس والد البروفيسور صفوت الذى ما زلنا ننتظر أن يعلن وزيراٌ فى الدولة حتى ولو كان وزير دولة . وأيضاٌ جرجس مخاطر ، ذكى أنطون ، إبراهيم أسكندر ، عزيز غبريال . 6 - شارك الأقباط مشاركة فعالة فى ثورة عام 1924م ، وعندما حُكم على الثوار بالسجن دخلوا إلى سجن كوبر ، وسجل سجن كوبر ، فى لائحة شرف أسماء هولاء الأبطال ومن بينهم أقباط السودان ، وسجل الشاعر عزيز أندراوس فى ذكريات طفولته الغضه الإحتفال الكبير الذى إقيم لخاله وهبة حنا ، سجين ثورة إكتوبر ، وذكر كيف أن الفنانة الوطنية شريفة بت الرضي ،التي إستقبلت وهبه حنا بالأناشيد الوطنية والأهازيج السودانية ، وقد رأه الشاعر وهو راكباٌ كبرى الحكومة ونازلاٌ منه . 8- وعندما تم الإستقلال ، كان الأقباط فى موكب الإحتفال حاضرين ، كان الأب القمص دوماديوس الأنطونى حفيد المدير المالي لبيت المال ، وكان عدد من الأقباط من بينهم الدكتور وديع جيد وأغابيوس عزيز ، ونخله تادرس ، وفكري عازر ، وكلهم شهدوا وصاروا شهداء على أدآب إستقلال السودان ، ورأو كيف نسلم سفير بريطانيا علم السودان بعد إنزاله ، وكيف نسلم سفير مصر العزيزة التي فُرض عليها أن تكون محتلة لحسابات الاستعمارية أخرى ، علم مصر فى أدب وإحترام . أن ملحمة الأسقلال شاركنا فيها جميعاً ، ونحتفل اليوم بإعلان الإستقلال من داخل البرلمان ، ونذكر بعده جلاء المستعمر ، وكان يوم الجلاء على الزعيم الأشهري يوماٌ كبيراٌ وعظيماٌ ، وقد ترك زوجته تستعد للولادة ، وأصدر تعليماته الرئاسية أن يسمى المولود جلاء لو كان ولداٌ أو بنتاٌ والمولودة الآن هى بروفسور جلاء إسماعيل الأزهرى الأستاذه الجامعية الوقور وختاماً نهنئكم جميعاً بهذه الذكرى المجيدة . كلمة الأب الدكتور فليوثاوس فرج فى الجلسةالإحتفالية بذكرى إعلان الإستقلال من داخل البرلمان بالمجلس التشريعى بالخريجين