نعيش اللحظة وصدى الذكرى.. نعشق الفكرة وشموخ النخلة ونستدعي الخواطر والأعماق ونبحث عن جمال الأشياء ونرسم اللوحات ونعشق الألوان ونتوسد الوفاء ونحلم بالصفاء والوئام. في بلدي السودان نهتم بكل الأشياء السياسة والثقافة والرياضة والتواصل نحكي عن كل شيء هنا تنصهر كل المقامات والشخصيات ونذوب الفوارق المهم أن يبقى الصراع والتنافس ولا يهم الشتات والتلاشي المهم أن نبقيى هكذا نرفض التغيير وتسارع الزمن نموت في المجاملة والتواضع لدينا هو الانحدار إلى أدنى مستوى المجاملة الوقت للجميع الخصوصية هي الترفع والمؤسسية هي التحزب والقبيلة والانتماء هو العدوان ونحترم وجهات النظر ونواكب ونعشق السفر أحاسيس متباينة نحن صوفية وعطور باريسية ودبابة روسية ومواعيد إنجليزية وملامح زنحية وأعراف عربية ونحن الهلال والمريخ. هنا أتوقف في محطة المقارنة وكأن حروفي تقودني إلى هذه الفوارق وكأنها تقارن بيننا والآخرين عدت سنة وكانت الدموع حاضرة وصدى الذكرى وصدق المشاعر وكل الوفاء الوعد أن نبقى معا ولا ننسى.. ونتفرق كالحسرة ونتجرع العبرات وتتلاشى الفكرة والأيام وتعود السنة تجدد الأحزان وتداعب الإحساس وتلامس الوفاء وفخر التأبين.. أحدهم قال: إن حواء السودانية لن تنجب غير محمود عبدالعزيز وعن أبو عركي البخيت يعجز عن التعبير. الحوار الوفاق التواصل والتراث الصحة والتعليم البراعم والناشئين ولا حوار ولا وفاق ولا غيره ونحلم بالموروث والامتداد وسعادة الأطفال نعيش اللحظة وصدى الذكرى ولا نفصل بين الأشياء لذلك نستهلك كل اللحظات في الضد والتذمر رغم الأريحية والابتسامات ويرضع أطفالنا الصراع. أحيانا كثيرة تموت القضية ونحن والرميم ورماد التفاصيل ويتكرر المشهد ونعيش لحظات التأبين. أحدهم قال: لماذا نتصارع على وطن مريض وهنا كان الوطن وكل العافية.. والويل له كيف يتجرأ على قول ذلك وهل الوطن يمرض؟ ونترك الوطن في حاله ونتصارع. نعيش لحظات الاستقلال وصدى أول برلمان وهناك من يفتح للاستعمار ساحات وآفاق للتأبين. الإصلاح أن نغلق صالات التأبين ونعيش واقع اللحظة بصدق حتى نفخر بصدى الذكرى ونداوي الجراحات. الإصلاح أن نغوص في الأعماق ونستدعي درر الأشياء وثورة البحر ولا زبده.