سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جديرون بالذكر والإحترام : حمدنا الله عبدالقادر .. مؤلف الروائع الدرامية السودانية
جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي تكرِّم حمدنا الله عبدالقادر وتختاره شخصية العام
مسلسل « المقاصيف» التي كتبها نبهت السودانين للدراما السودانية
متخذة من عبارة « لا لست أنا الحجر يُلقي في الماء لكنني البذرة التي تبذر في الحقل» شعاراً للدورة الرابعة لها تبدأ اليوم الأربعاء 91 فبراير 2014م فعاليات جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي التي تنظمها وترعاها الشركة السودانية للهاتف السيار»زين» وتستمر حتى مساء يوم غدٍ الخميس. اللجنة المنظمة للاحتفالية اختارت شخصية العام المؤلف حمدنا الله عبدالقادر صاحب ومؤلف الروائع الدرامية السودانية ذات الصلة الوثيقة بالواقع السوداني. وقد قدّم الأستاذ حمدنا الله عبدالقادر عدداً من الأعمال الدرامية والتي تمّ عرض بعضها في التلفزيون والمسرح وكلها عرضت في الإذاعة السودانية.. وقد مثلت الموضوعات التي تطرقت لها مسلسلاته تنبيهاً ومعالجة لكثير من القضايا والمشاكل الاجتماعية في السودان في ذلك الوقت . ٭ حمدنا الله النشأة والدراسة: ولد المؤلف الدرامي حمدنا الله عبدالقادر في نهاية عقد الثلاثينيات من القرن الماضي بمدينة الحصاحيصا حيث التحق بكلية الآداب بجامعة الخرطوم وتخرج فيها ونال دورات تدريبية ودراسية في الإدارة حيث تم إبتعاثة عام 1956م مبعوثاً لجامعة كامبردج لدراسة التطوير الإداري .. وقد عمل إدارياً بمعظم مديريات السودان حيث بدأ حياته بوظيفة مساعد مأمور ثم مأمور ثم عمل ضابط مجلس ثم مساعد محافظة. بدايات الإبداع الكتابي: برع الأستاذ حمدنا عبدالقادر في الكتابة الإبداعية منذ سنوات باكرة في حياته حيث أصدر صحيفة أدبية حائطية أثناء دراسته للمرحلة الوسطي بمدرسية رفاعة.. ويبدو أن تنقله في مديريات السودان المختلفة من خلال عمله الإداري قد منحه الفرصة للتعرف على مشكلات وقضايا السودان مما ساعده في تأليف أعمال درامية تحكي تلك المشكلات والقضايا وتقدم معالجات.. وقد أفادته تلك التجارب الإدارية المتنقلة في تميزه في الكتابة الإبداعية التي استهلها في اوائل عقد الستينيات من القرن الماضي بمسرحية كان عنوانها « بوز البالون « وهي التي مثلت له دافعاً إلى عالم التمثليات المسرحية. الكلمة الحلوة والمقاصيف: في العام 1963م كتب عملاً درامياً إذاعياً كان عنوانه « الكلمة الحلوة « ومن بعده كتب مسلسل المقاصيف الذي قدمته الإذاعة السودانية في حلقاته.. وقد وصف الناقد والأستاذ الدرامي عثمان أحمد حمد مسلسل « المقاصيف « بأنها تمثل واحدة من المسلسلات الدرامية التي نبهت السودانيين لأهمية الدراما وأدوارها التي تضطلع بها ، حيث يشهد لما كتب من أعمال درامية أنها تقدم معالجدات نابهة وناصحة للمشكلات والقضايا المجتمعية في ذلك الوقت. مسلسلات متسلسلة: يوصف النقاد والدارسون والباحثون تجربة الكاتب الدرامي حمدنا الله عبدالقادر بأنها شكّلت انقلاباً في هذا النوع الكتابي الإبداعي حيث أنه كتب أروع الأعمال الدرامية التي طبقت شهرتها الآفاق مثل (خطوبة سهير» و المنضرة « والحيطة المائلة « واللسان المقطوع» و مات الدش» و « حكاية نادية « وانتظار عمر) وغيرها من الأعمال الدرامية المدهشة والرائعة. تكريم الدولة لحمدنا لله: ضمن برنامج التواصل مع المبدعين الذي تنفذه الدولة في أعلى مستوياتها ، كرم الدكتور جلال يوسف الدقير مساعد رئيس الجمهورية خلال شهر رمضان المعظم للعام الماضي 1434ه - 2013م الأستاذ حمدنا الله عبدالقادر باعتباره أحد رواد الكتابة الإبداعية في المجالات الدرامية والمسرحية حيث ذكر لنا من خلال الاحتفالية أن المحتفى به الأستاذ حمدنا الله عبدالقادر يكتب بالعمق المطلوب وبنبغي حي ومعرفة بالواقع السوداني الذي تعرف عليها خلال عمل إداري متنقل في أنحاء السودان المختلفة، وأضاف الدكتور جلال يوسف الدقير في الإحتفالية التي شهدها عدد من المسؤولين والمهتمين بالإبداع الكتابي الدرامي والمسرحي والإذاعي قائلاً: إن ما يكتبه حمدنا الله عبدالقادر يمتاز بالأسلوب السهل في الكتابة والجرأة والتلقائية.. ويضاف إلى حديث السيد مساعد رئيس الجمهورية الدكتور جلال يوسف الدقير ما قاله الأستاذ معتصم فضل عبدالقادر المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والقومية في ذات الاحتفالية والذي أكدّ أن الأستاذ حمدنا عبدالقادر قد أسهم بقدر وافر في إثراء مكتبة الإذاعة السودانية من خلال الأعمال الدرامية الإذاعية التي قدّمها، فمن حيث الكم فإنها تخطت الرقم القياسي في عدد حلقات المسلسلات الإذاعية ، أما من حيث المضامين والموضوعات فقد لامست أعماله الإبداعية الواقع بكل تفاصيله ، كما أن الأستاذ حمدنا الله عبدالقادر من خلال تلك الأعمال أسهم في تعريف المواطنين بمناطق السودان المختلفة... وأكمل الأستاذ معتصم فضل عبدالقادر حديثه بالقول « حمدنا الله عبدالقادر له بصمة واضحة وعطاء ثر في مجال العمل الإذاعي والدرامي. وعلى ذات النسق يقول الأستاذ القدير مكي سنادة والذي مثّل عدداً من الادوار في المسلسلات والمسرحيات التي كتبها حمدنا الله عبد القادر وعلى رأسها مسلسل ومسرحية خطوبة سهير الذي مثّل فيها الشخصية المحورية « خليل» إن للكاتب الدرامي والمسرحي والقاص حمدنا الله عبدالقادر قدرة على التعبير والتصوير الفائق للشخصيات ، وأضاف بأن تمثل مناسبة التكريم الذي حظي به الأستاذ حمدنا لله عبدالقادر فاتحة خير لانعاش وتحريك العمل الدرامي. جائزة الطيب صالح وشخصية العام: بتقديري أن مبادرة جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي في دورتها الرابعة لاختيار الأستاذ حمدنا الله عبدالقادر شخصية هذا العام حيث سيتم تكريمه مساء غدٍ يمثل انحياز لشريحة المبدعين في هذا المجال ، كما أنها في ذات الوقت تمثل تكريم لأحد المبدعين السودانيين ظلّ عطاؤه متصلاً لقرابة الخمسين عاماً من خلال روائع درامية سودانية مثّلت انتقالاً مهماً بالحركة الدرامية في الإذاعة والتلفزيون والمسرح لمرحلة الواقعية، حيث يعتبر الأستاذ حمدنا الله عبدالقادر واحداً من المساهمين في إنتاج مخرجات هذه المدرسة التي لعبت دوراً كبيراً في ترسيخ القيم الفاضلة في وجدان السودانيين، وقد قاد الأستاذ حمدنا الله عبدالقادر هذه المدرسة بقوة مستفيداً من المهارات الفنية التي اكتسبها من خلال مدراسته وملامسته للواقع السوداني المتعدد المتنوع حيث عمل إدارياً في أنحاء السودان المتفرقة.