تواصلت ردود الأفعال عقب تعليق التفاوض بين الحكومة وقطاع الشمال الأمر الذي أصاب الساحة السياسية أن تتعجل الى تقديم الوصايا خاصة الى قطاع الشمال الذي أصبح غير مرغوب فيه بعد مماطلته ومراوغته في مفاوضات اديس ابابا التي اسماه البعض بمفاوضات غندور /عرمان، ويبدو أن الذين يطأون جمر الأزمة قد أصبحوا أكثر حنقاً على عرمان الذي يبدو أنه قد طمع في إزالة واسقاط الحكومة حتى تتثنى له فرصة الجلوس على سدة الحكم كما سبق وأن خطط لها لولا الاتفاق الذي ابرم بين حكومة الخرطوم وجوبا كما اشارت المصادر ،الحانقون على عرمان وقطاعه قد استشاطوا غضباً من المطالب التعجيزية التي دفع بها عرمان أمام طاولة التفاوض والتي لم تلبي طموحات أهل القضية مما دفع البعض الى التنكر لعرمان والمطالبة بعدم تمثيل أهل المنطقتين لاحقاً ، حيث دعا نواب ولاية جنوب كردفان بالبرلمان أبناء المنطقتين «ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق»، إلى ضرورة اختيار قيادات حقيقية لتقود وفد المفاوضات حول المنطقتين بأديس أبابا، وقالت رئيس الكتلة البرلمانية لنواب ولاية جنوب كردفان واحدى قيادات جبال النوبة عفاف تارو في حديثها للإذاعة السُّودانية يوم الجمعة الماضى ، قالت إن المنطقتين حبلى بالقيادات والكوادر الممتازة إلا أن أبناء الولايتين لم يختاروا منهم فرداً لقيادة وفدهما في المفاوضات التي جرت الأسبوع الماضي في أديس أبابا وتمّ تعليقها لمدة عشرة أيام ، وزادت تاورالتي أعلنت عن مسيرة احتجاجية كبرى لقصف منطقة كادقلي من قبل قطاع الشمال أن كل قضية من القضايا التي تواجهها الساحة السياسية السودانية لها منبر محدد تناقش فيه للمعالجة وايجاد حل وتسوية عبر التفاوض، منبهة إلى أن رئيس الوفد المفاوض للحركة الشعبية قطاع الشمال ياسر عرمان يعمل على خلق الأزمات دون الإسهام في حلها وجزمت عفاف تاور بأن بترأُس ياسر عرمان لقيادة وفد الحركة كان بغية تمرير أجندات لا علاقة لها بالمناطق المعنية بالتفاوض وذهبت بالقول إن عرمان لا ينتمي الى جبال النوبة ، بل ينتمي إلى ولاية الجزيرة في أواسط السودان ، ولعلّ حديث البرلمانية عفاف تاور قد سبقها اليه كندة غبوش أحد أعيان المنطقة ورئيس هيئة علماء السودان بالمنطقة والذي كان قد أصدر بياناً شديد اللهجه قبل بدأ التفاوض بين الحكومة وقطاع الشمال استنكر فيه تجاوز أبناء المنطقتين في التفاوض ، بل ذهب لأبعد من ذلك عندما حذر الوفد الحكومي المفاوض من الانتباه الى مطالب قطاع الشمال التي قال ينبغي أن لا تخرج من مطالب أهالي جبال النوبة وبناء على ما ذكر يرى المراقبون أن تعليق المفاوضات قد دفعت بحزب الأمة القومي بأن يدعو قطاع الشمال والحكومة الى اعطاء الوضع الانساني اولوية قصوى وعدم عرقلة وصول الاغاثات الى المتأثرين ، بل طالب الحزب الطرفين الى القبول بمجلس قومي للسلام يضم جميع أصحاب الشأن من أجل الوصول الى سلام عادل بالمنطقتين ، ولم يكن حزب الأمة القومي وحده الذي دفع بممبادرات للحلول ، بل أن حزب الاصلاح الآن هو الآخر قد ادلى بدلوه عندما طالب الحكومة باقامة جلسة تشاورية مع الاحزاب والقوى السياسية كخطوة لترشيح مجموعة للمشاركة في مفاوضات المنطقتين ، وقال حزب الاصلاح إن هذه الخطوة من شأنها أن تدعم موقف الحكومة في عملية التفاوض بأديس ابابا . ويرى مراقبون أن تعنت الحركة الشعبية قطاع الشمال في المفاوضات يرجع الى الوضع السياسي الراهن الذي تمر به البلاد خاصة الأزمة الاقتصادية مما جعل قطاع الشمال أن يضع شروط ومطالب تعجيزية حتى يتمكن من افشال الحوار والمفاوضات ، كما لم يستبعد الخبراء والمراقبون أن تكون الحركة استجابت الى ضغوط داخلية من الجبهة الثورية التي تخطط لاسقاط النظام بجانب ضغوط دولية تسعى الى افشال السلام الشامل لتحقيق اجندة خاصة ، غير أن بعض الخبراء يرون أن الجولة التفاوضية القادمة ربما شهدت انفراج كبير في التفاوض لجهة ان الوساطة حسب المصادر قد شددت على قطاع الشمال بضرورة تحقيق السلام ، ولم يكن من المستبعد أن يتم ابعاد ياسر عرمان من جولة التفاوض القادمة بيد أن المصادر اشارت الى خلافات واسعة بقطاع الشمال بسبب انهيار التفاوض ، حيث ترى مجموعة من القادة الميدانيين الى ضرورة انهاء المواجهات خاصة ان المواجهات الاخيرة التي ظلت تدور مع القوات المسلحة قد اسفرت عن هزائم متلاحقة للجيش الشعبي مما يجعل نشوب خلافات بين القادة الميدانيين والسياسيين بالحركة الشعبية ، هذا عطفاً على الاوضاع المزرية التي يعيشها إنسان المنطقتين من نزوح وتشريد وهذه ربما دفعت بعض أبناء المنطقتين الى الدخول في مواجهات غير مباشرة مع ساسة الحركة الشعبية قطاع الشمال . ويرى المراقبون والخبراء أن الجولة التي ستنطلق مطلع الاسبوع القادم ستكون حاسمة وربما كانت الاخيرة خاصة من قبل الحكومة التي وضعت كافة الاحتمالات واحتاطت لمفاجآت الحركة ومراوغاتها التي أصبحت مكشوفة والتي تحتاج الى تكتيك تفاوضي أخير مع قطاع الشمال الذي أصبح في خانة العداء من خلال صوته العالي الذي استخدم فيه الكاتوشا بعد أن فشل في تحقيق هدف في مرمى الحكومة التى يبدو أنها سوف تستخدم الخطة (ب) مع القطاع ونحسب أن القوات المسلحة قد تأهبت لتسديد الضربة القاضية... !.