أعلن المؤتمر الشعبي أن سقفه في الحوار مع المؤتمر الوطني الحاكم هو الوضع الانتقالي، بينما أبدت قيادات في تحالف قوى المعارضة السودانية قبولها بقراره الدخول في حوار مع الوطني، غير انها لم تخفِ عدم ثقتها في تحقيق الخطوة أي ثمار. القيادي بالمؤتمر الشعبي كمال عمر قال شدد مسؤولون في حزب الترابي على أن قرار القبول بالحوار الذي اقرته هيئة قيادة الحزب وضع الوطني امام محك تاريخي مؤكدين على أن عدم الخلوص الى النتيجة المطلوبة لن يأتي بأي خسران على الحزب الذي آثر الخطوة استشعاراً للظرف المفصلي الذي تمر به البلاد. وشاركت قيادات من احزاب الشيوعي والبعث السوداني وحركة الاصلاح الآن في ندوة لطلاب المؤتمر الشعبي ليل السبت، وقطع القيادي في الحزب الشيوعي صديق يوسف بتمسك حزبه باشتراطات محددة قبل الدخول في أي حوار مع الحكومة وحزبها، وسرد شواهد تاريخية اكدت عدم استعداد والتزام الحزب الحاكم بمحاورة الآخرين، داعياً الحكومة لاطلاق الحريات وإعلان وقف إطلاق نار شامل في المنطقتين. وقال القيادي في المؤتمر الشعبي محمد الامين خليفة، إن الحكومة ادركت مواجهتها محنة حقيقة يصعب الخروج منها، إلا بطرق باب الحوار. وقال إن رأي حزبه الغالب كان الذهاب للحوار ورؤية محتواه. ولفت الى أن الوضع بين المؤتمر الشعبي وتحالف المعارضة سليم للغاية. ملمحاً الى تفاهم بأن يذهب المؤتمر الشعبي للتحاور ويبقى الحلفاء خارجه. واردف «ونحيط بالحكومة من كل جانب إن كانت صادقة كان بها، وإن كاذبة فستكون امام لحظة فارقة «. واستدرك خليفة بالقول إن المؤشرات تؤكد جدية المؤتمر الوطني هذه المرة في الحوار مع الآخرين، وقال « نحن ادرى بهؤلاء الناس. هذه المرة أحسب أنهم جادين في الحوار حتى من باب (مُكره أخاك لابطل) . وقال القيادي في حزب البعث محمد ضياء الدين إن الاعلام افتعل ازمة بين المؤتمر الشعبي وقوى التحالف، معترفاً بوجود خلاف بشأن قرار الشعبي الدخول في حوار مع المؤتمر الوطني، لكنه لا يرقى حسبما قال الى التفريط في الشعبي، منوهاً الى أن الاخير أكد التزامه بقرار اسقاط النظام. وقال ضياء الدين إن جيل شباب وطلاب المؤتمر الشعبي الحالي نشأ على فكرة الاسقاط ولن يساوم في قضايا الوطن. وابدى القيادي البعثي ثقته في أن الحوار بين الشعبي والوطني لن يصمد لأكثر من يومين يعود بعدها حزب الترابي الى احضان التحالف، مؤكداً ان النظام الحاكم لا يحرص على الحل الشامل ولن يقبل بوضع انتقالي خشية ان يتحول الى وضع انتقامي، سيما وان قادته ملاحقون من المحكمة الجنائية الدولية. ونفى محمد ضياء عزل التحالف كمال عمر من منصبه كمتحدث اعلامي، واوضح ان القرار كان محاولة لرفع الحرج عن عمر بعد قرار حزبه التفاوض مع الحزب الحاكم ومنعاً للتناقض بين الموقفين. وهاجم الامين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر الصحف قائلاً انها ذهبت بخيالها بعيداً بالترويح لطرد الشعبي و فصله من تحالف قوى المعارضة. منوهاً الى ان الاجهزة الامنية ضالعة في ترويج تلك الصورة ليذهب الشعبي نحو الحوار «مهيض الجناح وخاسراً لقوة التحالف»، وقطع عمر بأن من يعتقد بقبول حزبه للحوار يعني التنازل عن التحالف «واهم». واشار الى ان حزبه من مؤسسي التحالف وقدم لاجله تضحيات كثيرة لا يمكن تجاوزها ، واشار المسؤول السياسي الى أن التفاهمات في القضايا الاساسية عميقة ويصعب المزايدة عليها. لافتا ًالى ان الامين العام حسن الترابي اول من وقِّع على مشروع البديل الديموقراطي كما جرت تفاهمات حول الدولة المدنية وقضايا مركزية الدولة والفدرالية بنحو حفظ لكل حزب رؤيته وزاد بقوله «تمكنا من تأسيس مشروع وفاق حقيقي». وقال كمال عمر إن حزبه يدخل في حوار مع المؤتمر الوطني وهو يدرك ان الاخير لا يهتم لقضية الحريات ، بينما يرى فيها المؤتمر الشعبي خطاً احمرَ واضاف «نحن نريدها حرية مطلقة لا يحدها الا القانون الجنائي، نحن ضد وجود جهاز الامن، وضد الاعتقال السياسي « . وشدد كمال على ان سقف المؤتمر الشعبي في الحوار هو الموافقة على الوضع الانتقالي الكامل، بمشروع دستوري ومؤسسات تدير الفترة الانتقالية على ان يكون المؤتمر الوطني خارج السلطة واضاف « لن نبرم أي اتفاق ثنائي، ولن نشاركه في السلطة، «.مؤكداً أن الحوار المرتقب سيؤسس على آليات و باجندة محددة ومواقيت ملزمة. وشدد على أن الشعبي لن يخوض الانتخابات قبل التوافق على وضع انتقالي كامل.