ما مْن أحد من أبناء مدينة المتمة التاريخية التي دخلت التاريخ من أوسع ابوابه فكانت الملحمة التارخية كتلة المتمة وهي المعركة الوطنية التي خاضها ابناء المتمة ضد الظلم والطغيان دفاعاً عن الشرق والكرامة هذه المدينة التاريخية ما ذكرها أبناءها سواء بداخل السودان اوخارجة الا وذكروا معها مولانا عبدالعاطي عبدالله حامد مؤذن جامع السناهير بالمتمة منذ عشرين عاماً وهو يصدح ولا يزال يصدح بصوته الجهوري رافعاً الاذان وعند صلاة الفجر يعطر سماء المتمة عند اذان الصبح يعطر كل المتمة بالبردة الرائعة فتستمع اليها الآلاف من القلوب الخاشعة فجر كل يوم ويجهش أكثرهم بالبكاء حينما يستمعون إلي صوته الجميل وهو يلقي على مسامعهم أذان الصبح ثم من بعده يتلو عليهم البردة يسبقها بآيات من الذكر الحكيم والمدينة قد استيقظت عند الفجر وهو يردد يا أرحم الراحمين أرحمنا فينصت الجميع للاستماع الي صوته وهو يعطر قلوبهم بكلمات البردة التي تنزل على النفوس برداً وسلاماً حتي أن الكثير من الناس قاموا بتسجيل البردة علي هواتفهم النقالة فلقد ارتبط اسمة بالمتمة وما ذكر الناس هذه المدينة الا وذكروا الشيخ عبدالعاطي الذي ظل يعطر المتمة وأهلها ببردة المختار التي اثلجت الصدور والنفوس هذا الرجل الكريم عبدالعاطي لا زال حتي يومنا هذا يقوم بأداء واجبة نحو المسلمين والناس يذكرونه في مجالسهم بالخير وبالبركة فلقد التفيت به عدة مرات وحكي لي بكل أسف شديد أنه يتعاطي مرتباً شهرياً وهو(521) مائة وخمسة وعشرون جنيهاً فقط هو وجميع المؤذنين في مساجد المتمة ورغم هذا المرتب الضعيف الذي لا يسمن ولا يغني من جوع أحياناً لا يحظون به فذكر لي أنهم قد صرفوا مرتب شهر ابريل بينما شهر مارس وشهر مايو في هذا العام لم يتم صرفة لهم أي شهرين لم يصرفوا مرتباتهم هو وبقية المؤذنين بمساجد المتمة فيا وزير الاوقاف هؤلاء الضعفاء الذين لا حول لهم ولا قوة يعيشون علي الكفاف بهذا المرتب الضعيف وأحياناً لا يجدونه، بل أن المؤذن عبدالعاطي قال لي بالحرف الواحد في العام الماضي عام 3102م ومنذ بدايته في يناير قال انهم كانوا يصرفون مرتب شهر ويظلوا بعدها شهرين لا يصرفون أي انهم كانوا يصرفون مرتب شهر واحد فمثلاً اذا صرفوا مرتب شهر يناير عام 3102م لا يصرفون بعد ذلك الا شهر ابريل كان هذا حالهم في عام 3102م العام الماضي فيا وزير الاوقاف إن شريحة المؤذنين الذين يأتون يوم القيامة وهم أطول اعناقاً هذه الشريحة شعرت بالظلم الذي وقع عليها ولم تجد من ينصقها ويرد حقهم المهضوم ثم كيف يصبح مرتبهم الشهري مائة وخمسة وعشرون جنيهاً شهرياً هذا المبلغ الضئيل ماذا يفعل لهم وهو يساوي قيمة قفة خضار لاسرة فقيرة فكيف يمنحون هذا المرتب الضعيف الذي لا يساوي شيئاً من خلال هذا الغلاء الطاحن وهؤلاء لديهم أسرة وأطفال فكيف يكفيهم هذا المرتب الضئيل فيا وزير الاوقاف اناشدك الله ان تقوم بنفسك بواجبك الديني والانساني نحو هذه الشريحة من المؤذنين بمدينة المتمة الذين ضاق بهم الحال يستغيثون بالله رب العالمين فهو المغيث فاين هو العدل يا وزير الاوقاف في حق هؤلاء الناس الذين شعروا بأن أحداً لم يفعل لهم شيئاً لحل مشكلتهم الانسانية وقد فوضوا امرهم الي الله سبحانه وتعالى فيا وزير الاوقاف نحن اولى بالعدل من كسرى فانصف هذه الشريحة المغلوب على أمرها التي عانت ما عانت من عدم صرف مرتبها بانتظام وهضم حقوقهم، بل هذا المرتب القليل لا يقض لهم حاجة لذلك نناشدكم بتعديل مرتباتهم اسوة بكل العاملون بالدولة من القطاع العام ففي تعديل مرتباتهم انصاف لقضيتهم العادلة فلا تهضموا حقوقهم ولا تحبطوا نفوسهم وهذه قضية إنسانية عادلة فوق كل شيء فيجب اعادة الحق الي إهله الذين اكتوا بلهب الغلاء ولهيب عدم صرف مرتباتهم بانتظام وكما ذكرت ياسيادة الوزير انها قضية عادلة وعاجلة في نفس الوقت فيجب حسم الأمر وعودة الحق إلي أهله..