في فترات سابقة.. ضجت مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك، تويتر) بمشاركات وتغريدات لشخصيات عامة من سياسيين ومشاهير، يظن الكثيرون انهم منشغلون عن التواجد الكثيف في مواقع الانترنت، وجودهم بشكل دائم سهل على الصحافيين وجماهير أحزابهم ومعجبيهم التواصل معهم بشكل أكثر حميمية، والتعرف على جوانب أخرى كانت بعيدة عن الأنظار بسبب الهالة والكاريزما التي يتمتع بها هؤلاء في أعين العامة، النشاط الكثيف للسياسيين والمشاهير انتقل في الآونة الأخيرة من (فيس بوك وتوتير) إلى تطبيق الهواتف الذكية الأشهر والأكثر استخداماً (واتساب). شهد (واتساب) غزواً كثيفاً من السياسيين وقيادات العمل العام، وانتشروا بشكل كبير في (مجموعات) التواصل على واتساب، وضجت تلك (المجموعات) بالنقاشات الساخنة حول القضايا السياسية الراهنة محلياً ودوليا، كما انه اصبح وسيلة اسرع لتبادل المنفعه بين الصحفيين وقيادات القوى السياسية في طلب التصريحات الصحفية حول بعض القضايا، واستغله السياسيون في ايصال اراء احزابهم ونشر بياناتهم. اشهر جدل سياسي تم قبل ايام حول قضية المعارك الدائرة بين اسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة بفلسطين، حيث ضجت مجموعات(واتساب) بنقاشات ساخنه بين الصحفيين وقيادات القوى السياسية المتواجدين على تلك المجموعات، ولم تخلو من نقاشات حول قضايا اخرى بعيدا عن السياسه كتعليقات حول برامج تلفزيونيه منوعه، وازياء الفنانين. مجموعات: تبارى السياسيين المتواجدين على (واتساب) على الاستئثار باعداد الصحفيين المهتمين بالتغطية الصحفية لاحزابهم، حيث انشأ الناطق الرسمي السابق لحركة الاصلاح الان ورئيس دائرة الفئات حاليا د.اسامة توفيق اول مجموعه (واتساب) ضمت صحفيين مهتمين بتغطية انشطة حزبهم، وكانت الاكثر تفاعلا وحيويا، حيث ربطت بين الصحفيين والحزب وخلقت تفاعلا ومتابعه لصيقة، ورثها عنه فيما بعد الناطق الرسمي الحالي ضياء الدين، اضافة الى مجموعه( الاخبار) التي يديرها مسؤول دائرة الصحافة بالمؤتمر الوطني مجدي عبدالعزيز ومعنية بانشطة واخبار حزبه، ومجموعه (اخبار د.غازي صلاح الدين) التي يديرها مدير مكتبه وسكرتيره الخاص محمود الجمل متعلقة بالانشطة الخاصة برئيس حركة الاصلاح الان غازي صلاح الدين، ومجموعه (عاجل) التي يديرها الصحفي بصحيفة المجهر السياسي صلاح مضوي وتضم عدد كبير من الاعلاميين والسياسيين مختصة في نقل الاخبار العاجلة، وقدمت خدمة كبيرة في تبادل الاخبار بين الصحفيين اعضاء القروب، ومجموعه (برس ليدرز) التي يديرها مدير ادارة الاعلام بجهاز الامن العميد محمد حامد تبيدي وتضم كل رؤساء التحرير وكبار الكتاب وبعض المحررين وتعد الاكثر تفاعلا، حيث لا تخلو من نقاشات جادة تستمر لساعات طويلة حول كثير من القضايا الراهنه، اضافة الى مجموعات اخرى حزبيه يديرها قيادات في احزابهم مختصة في الشئون الاحزاب. «موتسبين»: التواجد الكثيف لستخدمي تطبيق (واتساب) من كبار السياسيين والقيادات الحزبية ورجال الدولة جعل عملية التواصل معهم تبدو سهلهن فمن اكثر مستخدميه هم نائب رئيس حزب الامه د.مريم الصادق المهدي، رئيس حركة القوى الجديدة الديمقراطية(حق) هالة عبدالحليم، رئيس حزب المؤتمر السوداني (المعتقل حاليا) ابراهيم الشيخ، رئيس دائرة الفئات بحركة الاصلاح الان د.اسامة توفيق، الناطق الرسمي السابق لمبادرة (سائحون) ابوبكر محمد يوسف والناطق الحالي علي عثمان، الناطق الرسمي وامين الاعلام لحزب المؤتمر السوداني بكري يوسف، الامين السياسي لحزب العدالة بشارة ارو، وزيرة الاعلام السابقة ووكيل وزارة الخارجية حاليا سناء حمد، الناطق الرسمي لحركة الاصلاح الان ضياء ميرغني،الامين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر عبدالسلام، وزيرة الدولة السابقة بوزارة العلوم والاتصالات مهندس عزة عوض الكريم ابوسن، والناطق الرسمي لوزارة الدفاع العقيد الصوارمي خالد سعد، ووالي الخرطوم د.عبدالرحمن الخضر، ووزير الزراعة السابق د.اسماعيل المتعافي، و مستشار رئيس الجمهورية د.جلال الدقير، ووزيرا الاعلام ياسر يوسف، ود.احمد بلال، وغيرهم. رئيس دائرة الفئات في حركة الاصلاح الان د.اسامة توفيق اشار في افادته ل(الوطن) الى أن ستخدام الفضاء الالكتروني احدث قفزة كبيرة في تعامل السياسين مع قواعدهم وجموع القوى السياسية الاخرى ، وقد تم اعتماد هذه الوسائل من واتساب وفيسبوك وتويتر على اوسع نطاق بواسطة القوى الحديثة ، واضاف:» اتاحت لنا فرصة التواصل السريع مع السلطة الرابعة ورفدها بالبيانات والتحاور حولها»، واردف:»عمقت التواصل الاجتماعي بين السياسيين والصحفيين من خلال دراسة اتجاهات الرأي ورأي القوى الحديثة»، منوها الى ان القروبات عمقت العلاقات الاجتماعية وازالة اللبس الذي كان في الاذهان بناءا على افكار مسبقة قد تكون غير دقيقة نسبة لتباعد الشقةبينهم، مضيفا:»اعتمدنا هذا الاسلوب لاتساع رقعته وعالميته»، مشيرا الى ان ساهمت القروبات في الحوار الجاد والتعارف بين السياسين والمفكرين بالتفاعل المباشر، قائلا:»الارواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف»، مؤكدا على ان وسائل التفاعل الاجتماعي اضافة كبيرة جدا وليست خصما بأي حال لانها تنقل الفعل السياسي من الغرف المغلقة للفضاء الاسفيري ووسيلة ديمقراطية للتشاور الواسع. الناطق الرسمي باسم مبادرة سائحون اكثر المجوعات السياسية نشاطا في الاسافير علي عثمان قال في حديثه ل(الوطن) :» ابدأ بالواتساب يومي الخاص والعام ويشكل عندي اهمية قصوي في تواصلي مع الاخرين وغالب نشاطنا ودعواتنا في السائحون تتم عبر الواتساب واعتقد انه اقتصر علينا جهدا ووقتا كبيرا»، واردف:» صحيح في بعض الاحيان يصبح مصدر ازعاج كبير ويستهلك زمنا في تصفح رسائل لا قيمة لها لكنه علي درجة من الاهمية وصحيح انه يفرض عليك التزامات في الردود والتواصل في اوقات تكون احوج فيها لاشياء اخري عموما اعتقد اننا نمتن غاية الامتنان لمخترعي هذه الفكرة بعض الناس تنتابهم روح المؤامرة من فكرة الواتساب لكني لا اعتقد بصحة ذلك وان كان هذا لا ينفيه» .