لا تزال ردود الفعل متواصلة على كل المستويات الاقليمية والدولية والمحلية بشأن إعلان تنظيم داعش الاسلامي لدولة الخلافة الاسلامية في العراق ودعوته للمسلمين في مشارق الارض ومغاربها لمبايعة خليفة المسلمين ابوبكر البغدادي ، حيث لم تكتف بذلك بل شرعت في رسم خريطة جغرافية لدولة الخلافة وبدأت في استخراج جوازات سفر للراغبين. وقد سارع حزب التحرير ولاية السودان في انتقاد الخطوة وكان صوته هو الاعلى على النطاق الداخلي لجهة انه يتبنى الخلافة الاسلامية على طريقة الرسول صلى الله علية وسلم حيث ظل الحزب يؤكد في كل المحافل أن الدولة التي قامت في العراق لا تمت بصلة للخلافة الاسلامية المنتظرة. وهو ماجدد تأكيده ابراهيم عثمان ابو خليل الناطق الرسمي باسم حزب التحرير ولاية السودان ل»الوطن» بان ما أعلنته جماعة داعش السلفية في العراق لا يمثل الخلافة الاسلامية قائلا «الدولة الاسلامية ليست قائمة على معاقبة الناس «بل رعاية شؤون المواطنين بيد أن ابو خليل أكد على أن» أوان» دولة الخلافة قد اقترب قائلا قبل ظهور الرسول «ص» كثر الادعياء والكذابين بانهم رسل الله ثم جاء بعد ذلك النبي «ص» مشيراً الى أن الذي يحدث حالياًً في العراق لا يخرج من هذا السياق مما يدل على اقتراب عودة الخلافة الحقيقية مرة أخرى، منوهاً إلى أن الذي يريد أن يقيم خلافة عليه أن يتبع طريقة الرسول ص» ومنها أن يكون لتنظيمه السلطان الظاهر على المكان الذي أعلن فيه حكمه فما يحدث حالياً في العراق عكس ذلك فداعش لا سلطان لها على سوريا ولا على العراق ولا تستطيع حتى توفير الأمن والأمان بالداخل والخارج حتى أن خليفة الدولة المزعوم لا يستطيع أن يظهر في العلن أمام الناس، فالدولة ليست اسم فقط دون مسمى، فالاعلان الذي تم عبارة عن لغو لا يقدم ولا يؤخر في واقع تنظيم الدولة، فتنظيم داعش هو مجرد حركة مسلحة لا أفكار لها شأنها شأن بقية الحركات المسلحة تتقاتل فيما بينها ومع الأنظمة الحكومية دون أن تبسط سلطانها على سوريا او العراق فهي بذلك تشوه صورة الخلافة فلو كانت داعش أقامت دولتها في منطقة بها مقومات الدولة على الأسس المعروفة لكانت جديرة «بالبحث « عن خلافتها وهل هي شرعية ام غير شرعية ولكن داعش لم تصل حتى لهذه الدرجة. ويرى ابراهيم أن توقيت إعلان داعش مريب قائلا : إعلان دولة الخلافة بهذه السهولة من شأنه أن يشكك البسطاء في الخلافة نفسها كطريقة حكم مثلي للبشرية، مضيفاً أن داعش هي مجرد حركة مسلحه لا تحمل افكاراً لذلك يمكن اختراقها بكل سهولة، وقد استغل الاعلام الغربي هذه الدولة اسوأ استغلال بتحريك آلته الاعلامية الضخمة لالقاء الضوء على ممارساتها الخاطئة حتى يقنعوا المسلمين بعدم جدوى الخلافة التي انتظروها سنوات وبذلك يظهروها بانها «مشوه» مؤكداً في الوقت ذاته أن الخلافة التي سادت في الناس قروناً من الزمان معلومة عند معظم الناس فهي عصية على التشويه، مشيراً إلى أن حزب التحرير ظل دائماً يتحدث عن الخلافة الاسلامية وأقام لها مؤتمرات وندوات بالداخل والخارج حتى أصبحت مسألة رأي عام عند المسلمين. من جانبه تحدث الكاتب الصحفي المتخصص في شؤون الجماعات الاسلامية حسن عبد الحميد حول داعش ذاكراً انها كانت جزءاً من تنظيم القاعدة قبل أن تنفصل عنه لاحقاً حيث أكدت القاعدة عبر العديد من البيانات أن لا صلة لها بتنظيم داعش، ووصف عبد الحميد إعلان دولة الخلافة بانه خاطيء» شرعياً وسياسياً واستراتيجياً «قائلا : إن إعلانها أحدث توتراً دولياً ربما يقود إلى تدخل خارجي في المنطقة المأزومة أصلا بفعل النزاعات المستمرة في سورياوالعراق. وأوضح عبد الحميد أن الجماعات السلفيةالجهادية لا ينقصها الحماس والاخلاص للدين الاسلامي لكنها في الوقت ذاته تفتقر للنواحي الادارية والسياسية والتنظيمية، لافتاً إلى انها لا تتعدى أن تكون مجرد خلايا عنقودية تعتمد على حمل السلاح في المناطق المتوترة أصلا حتى أن البعض بدأ يتحدث عن أن هذه الجماعات تتبع للمخابرات الامريكية او الغربية ولكن في رأيي أن هذا الأمر ليس صحيحاً لكن الذي يمكن قوله إن هذه الجماعات تنفذ أجندة تتوافق مع الغرب فهي تحارب المسلمين ولم تفكر مثلا في ضرب اسرائيل . وأيد عبد الحميد السيناريوهات التي ترسم حول المنطقه «العراقسوريا» والتي يدور حولها صراع كبير» أمريكي روسي إيراني خليجي» قائلا في ظل هذه الأحداث نتوقع أن يتم تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات كردية في الشمال وسنية في الوسط وشيعية في الجنوب ، وأضاف كان من المفترض أن تعمل داعش على توحيد صفوف المسلمين بدلا من تفريقهم بممارساتها الحالية، وقال أمريكا الآن تخطط لنزع الغطاء الشعبي عن تنظيم داعش وفصله عن زعماء العشائر في العراق تمهيداًًً للقضاء عليه كما تسعى فرنسا لاستصدار قرارات أممية تستطيع بموجبها التدخل في العراقوسوريا.