[email protected] تحدثنا في الحلقة السابقة عن الوالي وقلنا هو الشخص الذي يُعيّنه رئيس الجمهورية حاكماً على ولاية من ولايات الدولة وهو حاكماً عليها ، او ينتخب من شعب الولاية بعد استيفائفه كافة الشروط حسب قانون الانتخابات في السودان. تقلبت ظروف اختيار الوالي في اروقة المؤتمر الوطني من ترشيح المركز الي ثلاثة مرشح ، ثم يقوم بالدفع بهم الي منضضة المجالس التشريعية الولائية ، ويقوم المجلس التشريعي الولائي باختيار احدي الثلاثة ليصدر الرئيس قراراً بناءاً علي توصية المجلس التشريعي للشخص المحدد من بين الثلاثة . هذه التجربة طُبقت لدورة واحدة فانصرف الحزب الي تجربة الشوري ، وهي ان تختار شوري حزب المؤتمر الوطني ، سبعة مرشحين ويتم رفعهم الي المؤتمر العام ، ليختار خمسة مرشح ويدفع بهم الي اللجنة العليا للانتخابات ، لتقوم بجمع معلومات مختلفة عن كل مرشح وترفع تقرير للمكتب القيادي المركزي الذي بدوره يحدد من بين السبعة منصب الوالي. هذه هي الطريقة التي يتم عبرها اختيار رئيس المؤتمر الوطني علي مستوي الولايات وهو يمثل والي الولاية المحددة ، نسبة لبعض الاتفاقات يكون نائب الوالي هو رئيس المؤتمر الوطني خاصة الولايات التي خضعت الي اتفاقيات في كردفان ودارفور. منصب الوالي في الولايات يشكل جمهورية مصغرة ، حيث هناك مجلس للوزاء ويتألف عددهم ويتراوح زايدةً ونقصان بين ولاية واخري ، كما يشغل ويدير بلاشتراك عدد من رؤساء المؤسسات والاجهزة الامنية والعسكرية. كان يتم اختيار ولاة أمر المسلمين بحرص شديد ويختار الرجل المناسب للمكان المناسب بلغتنا اليوم لا للأنتماء القبلي او الجهوي بل للكفاءة لا للمحسوبية والعائلة وبكل نزاهة وشفافية وكفاءة فالمسؤولية عندهم تكليف وليست تشريف . يحرم من يطلب الولاية ، ومن يطلبها لم يقدر تبعاتها ولا مسؤولياتها وقد لا يعان عليها ولو قدّروها وقدرّوا ثقلها لما طلبوها أصلا . لكن قد يتسائل اليوم بعض الناس لماذا تساق الولاية في طبق من ذهب الي من يطلبها ويسعي اليها ويهرول نحوها ، هل ذلك طمعاً في طاعة الله وخدمة للمسلمين ، ام طمعاً في تكويش ولملمة اموال الناس بالباطل ، لتطل علينا اكوام من الاسمنت عقب نهاية فترة حكمه . طلبها سيدنا يوسف الصديق لكنه عليه السلام كان يعلم حجم المسؤولية وكان يطلب مغرما لا مغنما فالدولة كانت تعيش أزمات كبيرة فقد طلبها لحتى يخرج الدولة من أزماتها. كان سيدنا عمر رضي الله عنه ، عند إختياره لولاته يردد على مسامعهم:إنني لم أستعملك على دماء المسلمين ولا على أعراضهم ولكني إستعملتك لتقيم فيهم الصلاة وتقسم بينهم وتحكم فيهم بالعدل وفقاً لهذه القيود وسن قانون فريد في تعيين الولاة. -لاتركب دابة مطهمة: يعني فارهة -لا تلبس ثوبا رقيقا..يعني رفاهية زائدة لا تأكل طعاما رافها. -لا تغلق بابك دون حوائج الناس. ما أعظمها من قوانين لحتى يكون الوالي خادما للرعية وليس سيدا عليهم وحتى تنتفي الإمتيازات ويكونون في منزلة الرعية ويكونون القدوة وحتى يمحى الظلم فهو يريد لهم أن يظهروا مكنون نفوسهم لا مظاهر زائفة. الوالي العادل إذا بلغه شيئ من رعاياه ، شكوى أو مظلمة لا يتسرع في العقوبة والعزل بل حتى يتحقق ويتقصى الأمر بنفسه مخافة أن يظلم احداً منهم ، فما أكثر وساوس الناس اليوم وما أكثر أقاويل الباطل فيعزل النزيه ويتولى الظالم أما. ونواصل في الحلقة القادمة