على نحو أشبه بالمفاجيء أتخذ حزب الأمة الفيدرالي عدة قرارات أبعد من خلالها قادة الحزب بعدد من الولايات ، تلك القرارات أنقسم حولها جماهير الحزب ما بين مؤيد ورافض وسط المبعدين ، ففي ولاية كسلا التي كان لها القدح المعلى في ردود الأفعال الرافضة لخطوة اقالة رئيسها اسامة عمر عثمان وتكليف خليل يوسف ، قابل منتسبي الحزب بحسب أفادات اسامة القرار بالإستهجان والرفض القاطع إذ يرون أن فيه اجحاف بحق الرجل لما قام به من اسهامات تنظيمية داخل الحزب ، غير أن هناك بعض الأصوات رأت أن ابعاد اسامة من دفة قيادة الحزب بالولاية التي بها ثقل جماهير كبير من الأنصار فيه شيء من الصواب ، خاصة وأن البلاد مقبلة على استحقاق انتخابي لايتحمل المجاملات ، وينوي حزب الامة الفيدرالي بحسب تأكيدات زعيمة أحمد بابكر نهار خوض تجربة الإنتخابات والمشاركة في غمارها.. وكما انه هنا في العاصمة القومية الخرطوم أصدر رئيس الحزب قراراً ايضاً فصل من خلاله رئيس حزب الأمة بولاية الخرطوم ، والذي قوبل هو الآخر بتباينات مختلفة وسط أنصار ومؤيدي الحزب . وفي أتجاه مغاير أعلن عدد من قيادات الأحزاب انضمامهم لحزب الأمة الفيدرالي بولاية سنار وقال الأمين العام للحزب ومعتمد شؤون الرئاسة جبارة عيسى إن الحزب وحسب اللوائح والأسس والنظام الأساسي فصل اثنين من عضويته هما الهادي محمد آدم وسمية محمد حسب الله. وأكد أن حزبه استقبل عدداً من قيادات حزبية ذات ثقل والذين أعلنو انسلاخهم عن أحزابهم وانضموا لحزب الأمة الفيدرالي ورحب الأمين العام لحزب الأمة الفيدرالي بانضمام القيادات وقال إن الحزب في حاجة لأمثال تلكم القيادات وأن فترة ما بعد الحوار الوطني تتطلب أن يجد كل حزب موقعه داخل الوطن بقيادات حقيقية ومدركة للواقع السياسي وحاجة الوطن والحزب وأكد سعادتهم بالانضمام. ومن جانبهم أكد كل الذين انضموا مؤخراً سعادتهم ووجودهم داخل حزب الأمة الفيدرالي في سنار معلنين تعاهدهم وتواثقهم من أجل مصلحة البلاد والعباد والعمل بروح الوحدة وجمع الصف والكلمة وفي خضم تلك التغيرات التي انتظمت الحزب أشهر رئيس الحزب أحمد بابكر نهار سيف الأصلاح الذي قال أنه قصد به أبعاد كل من جاء الى حزب الامة الفيدرالي بمطامع الأستوزار أو التكسب المالي ، وذلك حينما لوح مطلع الأسبوع الجاري أثناء مخاطبته لجماهير الحزب الذين أحتشدوا من كافة الولايات بدارهم بمدينة أمدرمان لحضور المؤتمر الثالث لقطاع الطلاب لوح بإبعاد وفصل كل من يتخذ الحزب مطية لنيل مكاسب شخصية ، وقال ان الانتماء للحزب من اجل الوطن وليست لاهداف اخرى ، وتابع قائلاً لجماهير حزبه : (من جاءوا الينا لاجل السلطة او المال لا مكان لهم بيننا ، لافتاً النظر الى أن الاهتمام بالمصلحة الشخصية والسعى نحو المناصب والمال أضر بالتجربة السياسية فى السودان ، منادياً الحركات المسلحة الى الجنوح للحوار الوطنى من اجل الاصلاح والتغيير . وينظر مراقبون لشؤون الحزب أن الرجل بتلك التهديدات أراد أن يوصل رسالة واضحة المعاني فحواها أن حزبه ليس مطية للوصول الى كراسى السلطة وانما هو فكرة وبرنامج يخاطب حاجة الانسان السوداني ويلبي تطلعاته بالحصول على العيش الكريم . الأمين العام للحزب عبدالحفيظ الصادق اشار ل(الوطن) عقب آخر اجتماع للمكتب القيادي للحزب والذي افضى الى فك تجميد الرئيس من تولي منصبه الدستوري بوزارة النقل ، اشار الى أن اجتماعهم تناول عدة نقاط تصب كلها في البرنامج التنظيمي ، وقال أن اجتماعهم خلص الى الاستعداد المبكر للانتخابات والاسراع في قيام المؤتمرات العامة للولايات. كل هذه الخطوات والمواقف يراها بعض المتابعين بانها مؤشر جيد نحو الأصلاح الذي ينشده الحزب خاصة وأن في أغلب الأحيان يعتمد في قراراته على الشورى من خلال أنشطة مكتبه القيادي ، وكما أن هؤلاء المتابعين يعتبرون أن نهار قد رمى بتصريحاته تلك بحجر في بركة قواعده الساكنة في بعض الولايات التي ابدى عليها المكتب القيادي ملاحظاته بشأن خروقات وقعت هناك متصلة بمؤسسات الحزب ، الأمر الذي دفعه لاتخاذ قرارات عاجلة بعد المناقشة بأبعادهم من القيادة وتكليف آخرين لتولي مهام الحزب حتى قيام المؤتمر العام والذي حدد له أن يقوم في غضون الأشهر القادمة ، والى ذلك الحين من المتوقع أن يشهد الحزب حراكاً مكثفاً ناحية مواصلة أصلاحه بهدف إعادة البناء وسط قواعده .