وضع تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض، جملة شروط للدخول في حوار مع حزب المؤتمر الوطني، من بينها تكوين فريق واحد من أحزاب المعارضة وعقد مؤتمر دستوري وإطلاق سراح المعتقلين، بجانب إلغاء الزيادات على أسعار السكر والمحروقات. وتعني الخطوة قطع الطريق على ما أعلنه المؤتمر الوطني بشأن نيته عقد سلسلة لقاءات مع الشعبي والشيوعي والاتحادي الديمقراطي الأصل، للتفاكر والتوافق حول ثوابت المرحلة القادمة والمشاركة في الحكومة. وأكدت مصادر لجريدة "الصحافة" السودانية الصادرة يوم الأربعاء، أن قوى الإجماع الوطني قرر خلال اجتماع التأم الثلاثاء بدار حزب الأمة القومي، التراجع عن تحريك الشارع للقيام بانتفاضة شعبية تستهدف إسقاط الحكومة والاستعاضة عنها بحكومة قومية. عدم الخوف وتأتي خطوة المعارضة بعد ساعات فقط من حديث الرئيس السوداني عمر البشير، والذي أكد خلاله أنه لا يخشى من انتفاضة الشعب ضده، مبدياً استعداه لتقبل الرجم بالحجارة حينها والتنحي عن السلطة. لكن القيادي بالمؤتمر الوطني الناشط بالتحالف كمال عمر، نفى تلك المعلومة، مبرزاً حرص قوى المعارضة على إسقاط النظام الحالي عبر انتفاضة شعبية، وأن التنسيق مستمر لإنزال الأمر على أرض الواقع. واشترط تحالف قوى المعارضة في بيان أمس الثلاثاء ضرورة قيام مؤتمر دستوري بعد انفصال جنوب السودان، وأن يسبق المؤتمر بتهيئة المناخ السياسي، وذلك بإطلاق جميع المعتقلين وإلغاء الزيادات التي طرأت على أسعار السكر والمحروقات، مؤكداً أن تحقيق هذه الأشياء سيكون مدخلاً للحوار مع المؤتمر الوطني. عمل مشترك وأكد البيان ضرورة وحدة قوى الإجماع الوطني والتنسيق المشترك فيما بينها، وتم بناء على ذلك تكليف وفد من حزب الأمة القومي لإيصال تلك الشروط إلى حزب المؤتمر الوطني. وقرر تحالف المعارضة، أيضاً، إرسال وفد إلى الجنوب للتهنئة بالدولة الجديدة، مطالباً بضرورة قيام المشورة الشعبية وحل قضية دارفور لتكون مدخلاً لعلاقات متوازنة بين الشمال والجنوب. وقال القيادي فاروق أبوعيسى للشروق، إن المرحلة القادمة تتطلب حواراً جاداً بين جميع الأحزاب السياسية، داعياً المؤتمر الوطني للتخلي عن ما سماه الحلول الجزئية والعمل على حل القضايا ككتلة واحدة. على صعيد آخر، قال القيادي بالمؤتمر الوطني مندور المهدي للصحافيين، إن اجتماع القطاع التنظيمي للحزب والذي التأم أمس، ناقش مسألة الحوار مع القوى السياسية، وقرر أن يتم لقاء في القريب العاجل مع حزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، لمناقشة بعض القضايا المترتبة على انفصال الجنوب.