دشن الرئيس السوداني عمر البشير اليوم، وسط احتفالات شعبية، أول طائرة صنعت محلياً، سميت بالصافات "01" أنتجها مجمع الصافات التابع لشركة جياد للصناعات الثقيلة المملوكة للحكومة، ويعد المجمع الثاني إفريقياً والأول على مستوى الشرق الأوسط. وأعلن البشير اليوم دخول السودان لمجال صناعة الطيران، متعهداً بتطوير مجمع الصافات ليكون رائداً في صناعة الطائرات النفاثة وطائرات الركاب ذات السعة الكبيرة. واعتبر خلال خطاب جماهيري في كرري شمالي أم درمان، الخطوة دليلاً على تقدم السودان، قبل أن يمنح مدير التصنيع الحربي اللواء مهندس عبدالله محمد الحسن وسام نجمة الإنجاز. ويحتاج السودان الى حوالي 150 طائرة للرش الزراعى، كما تحصل المجمع على ترخيص من الطيران المدنى والقوات الجوية على صيانة أكثر من 10 أنواع من الطائرات. إنتاج 50 طائرة خلال 5 سنوات وأكد مسؤول بارز في الشركة أن الطائرة الجديدة ستكون مقدمة لعشر طائرات أخرى ستصنع خلال الفترة المقبلة ضمن خطة لمدة خمس سنوات تهدف الى تصنيع 50 طائرة. واوضح ان الطائرة التي حلقت في العرض العسكري باسم الصافات "01" هي طائرة صغيرة بمروحة واحدة متخصصة في العمليات التدريبية، كما أنتج المجمع طائرة صافات "02" وهي مروحية ذات أغراض متعددة تصلح للمراقبة والمتابعة وصافات "03" وهي طائرة تدريب متقدمة. وحسب مراسل قناة الشروق في موقع الاحتفال علي فإن الرئيس البشير وصل لمجمع الصافات في الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم وافتتح المجمع الذي يتكون في أول خطواته من تسعة أقسام تضم ورشاً متخصصة للصيانة. المجمع ينهي معاناة الجيش " يقع المجمع المتكامل في منطقة كرري بشمال أمدرمان في مساحة ألفي متر " وبجانب طائرات التدريب العسكري يضم المجمع الجديد، قسماً لصيانة الطائرات العسكرية ينهي معاناة الجيش السوداني في هذا الجانب، وقسماً آخر لصناعة طائرات الرش ستخصص للمشاريع الزراعية الكبيرة، إضافة الى ورش متكاملة لطائرات الدفاع الجوي وقسم مدني لصيانة الطائرات المدنية. ويقع المجمع المتكامل في منطقة كرري بشمال أم درمان في مساحة ألفي متر. وأكد الخبير الاستراتيجي الدكتور حسن مكي، لقناة الشروق، علي أهمية الخطوة، واعتبرها جاءت متأخرة لجهة أن السكك الحديدية دخلت الى السودان منذ العام 1894 أي منذ مائة عام وقبلها دخل النقل النهري، وهي مرافق صاحبها وجود الورش والفنيين، وقال إن الإعلان عن بدء صناعة الطيران بالسودان أمر مفرح. الصافات خطوة في طريق طويل وعقد مكي مقارنة بين التقدم الذي أحرزته كوريا الشمالية، رغم جهل نخبتها باللغة الإنجليزية، وبين النهضة التي يمكن أن يحققها السودان الذي تجيد نخبته اللغة الإنجليزية، مؤكداً ثقته في العقل السوداني، ودعا متخذي القرار السياسي لعدم الانشغال بالمشاغل الخارجية والسياسية والتركيز على تطوير هذه الصناعة. واعتبر مكي الافتتاح مجرد خطوة في طريق طويل، مشيراً الى جنوب إفريقيا التي دخلت المجال باكراً، متمنياً أن تتبعها خطوات لإنتاج جميع الطائرات، ونبه الى أن السودان يعد أول دولة قصفت بالطيران في العام 1916، موضحاً أن الطيران صناعة مهمة واستراتيجية تعتمد عليها حركة الاتصال والسياحة والنقل والاستكشاف، بجانب الاستفادة العسكرية. وطمأن مكي بإمكانية تطور صناعة الطيران في ظل وجود 20 كلية هندسة بالسودان، بجانب أن الخرطوم لديها علاقات بالصين وروسيا والهند وجنوب أفريقيا، كما أن السوق السوداني يمكنه وحده استيعاب هذه الصناعة. "المولود الأول" ب 15 ألف دولار " ممثلو البعثات الدبلوماسية المعتمدة بالخرطوم، حضروا الاحتفال بعرض أول طائرات يصنعها السودان " وتبلغ تكلفة الطائرة "الصافات 01" 15 ألف دولار لكسر حاجز صناعة الطيران، وتطوير القدرات المحلية، تمت صناعتها على أيدي مهندسين سودانيين وشركاء من روسيا والصين فى مجال التشغيل، على أن تسودن الصناعة خلال ثلاث سنوات، ويعمل القائمون على أمر المجمع على أن يكون مركزاً إقليمياً لمنطقة شمال إفريقيا وهو يعد من أكبر المجمعات على المستوى العربي والإفريقي في مجال البنيات التحتية وتدريب الكوادر وفقاً للمواصفات والجودة المحلية والعالمية. ويذكر أن ملحقين عسكريين وممثلين للبعثات الدبلوماسية المعتمدة بالخرطوم، حضروا الاحتفال والعرض العسكري لأول طائرات يصنعها السودان. وستنتج الشركة 50 طائرة تستخدم في مجالي التدريب العسكري والرش الزراعي بجانب أعمال الصيانة. وتحتاج المشاريع الزراعية بالسودان الى 150 طائرة رش زراعي. وكان قد تم وضع حجر الأساس لمجمع الصافات في العام 2004م، وشاركت في إنشائه شركات وطنية وأجنبية، واعتمد بالأساس على الخبرتين الروسية والصينية.