أعلن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، صباح يوم الإثنين مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في هجوم شنته قوات أميركية خاصة على قصر يتواجد فيه خارج العاصمة الباكستانية إسلام أباد، وانتشلت جثته من بين حطام المبنى. وقال أوباما في كلمة مقتضبة ألقاها في البيت الأبيض، إن معركة حامية الوطيس دارت بين القوات الأميركية ومجموعة بن لادن، قبل أن تتمكن هذه القوات من قتله ومجموعة من أسرته ومساعديه الذين كانوا بصحبته داخل المبنى. وأشاد أوباما بالتعاون الباكستاني مع أميركا في مجال ما أطلق عليه مكافحة الإرهاب الذي قال إنه قاد إلى هذا الإنجاز، وقدم الشكر لأفراد القوة الأميركية الخاصة التي قامت بالعملية، وعدها أعظم إنجاز أميركي. وكانت وسائط إعلام أميركية قد سارعت بإعلان نبأ قتل بن لادن، ونقلت قناة الجزيرة عن مسؤول بارز بالمخابرات الباكستانية تأكيده خبر مقتل زعيم تنظيم القاعدة، الذي تتهمه أميركا بهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 وتطارده منذ ذلك الوقت. إسرائيل تشيد وأشاد رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، بالولاياتالمتحدة لقتلها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، معتبراً ذلك "انتصاراً مدوياً" لواشنطن وحليفاتها. وأردف قائلاً في بيان: "هذا نصر مدو للعدالة والحرية والقيم التي تتقاسمها كل الدول الديمقراطية التي تقاتل بتصميم جنباً إلى جنب ضد الإرهاب". وتشير المعلومات الأولية إلى أن بن لادن استهدف في هجوم على مجمع في منطقة أبت آباد (60 كلم شمال إسلام آباد) نفذته مروحيات عسكرية يرجح أن يكون بعضها قدم من أفغانستان. وبثت قناة "جيو" الباكستانية صوراً للمجمع المستهدف ظهرت فيه بعض الجثث بين الركام والنيران تشتعل بأجزاء منه، فيما أشار المراسل إلى أن هنالك معلومات تشير إلى أن اشتباكاً حصل بين القوة الأميركية الباكستانية التي نفذت الهجوم وأسامة بن لادن ومرافقيه قبل مقتله. مخاوف أميركية وبعيد شيوع نبأ الهجوم على مخبأ بن لادن، أعلنت الولاياتالمتحدة تشديد الأمن حول سفاراتها في العالم ودعت رعاياها في الخارج إلى توخي الحذر. وقال الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الذي وقعت هجمات سبتمبر في عهده، إنه هنأ الرئيس أوباما "والرجال والنساء الذين غامروا بحياتهم لتنفيذ تلك المهمة". واعتبر بوش أن تلك اللحظة انتصار "لأميركا وللناس الباحثين عن السلام في العالم ولأولئك الذين فقدوا حياتهم في هجمات سبتمبر عام 2001". ومضى قائلاً إن الكفاح ضد ما وصفه بالإرهاب يتواصل وإن "أميركا أرسلت رسالة هذه الليلة بأن العدالة ستتحقق مهما طال الزمن". وكان أميركيون كثيرون قد تخلوا عن الأمل في العثور على بن لادن بعد اختفائه في جبال شرق أفغانستان في أواخر 2001، بعد أن غزت القوات الأميركية والمتحالفة معها هذا البلد رداً على هجمات 11 سبتمبر. أفراح أميركية وفي الأثناء، قال عمدة نيويورك مايكل بلومبرغ، حيث سقط أكثرية الضحايا في الهجوم على مبنيي مركز التجارة العالمي عام 2001، إن أرواح القتلى يمكن الآن أن ترقد بسلام وأن الأميركيين نفذوا تعهدهم بقتل بن لادن أو اعتقاله. كما رحّبت منظمة كير بمقتل زعيم تنظيم القاعدة، وقالت المنظمة -التي تعد أكبر لوبي إسلامي في أميركا- في بيان إنها "تشارك مواطنيها بالترحيب بإعلان بأن أسامة بن لادن تعرّض للتصفية نظراً لأنه كان يمثل تهديداً لأمتنا وللعالم عبر الهجمات التي نفذها ضد العسكريين الأميركيين". وشعبياً قوبل نبأ مقتل بن لادن بفرح، حيث تجمع المئات أمام البيت الأبيض وهم ينشدون أميركا أميركا ويرفعون لافتات تمجّد قتل بن لادن ويلوحون بالأعلام الأميركية.