يصل وفد من المفوضية القومية للانتخابات يوم الخميس لولاية جنوب كردفان، للمرة الثانية خلال أربعة أيام، للبحث عن إيجاد مخرج من الأزمة التي تعرّضت لها العملية الانتخابية هناك بعد انسحاب الحركة الشعبية من لجان العملية. وتوقع مراقبون أن تتوصل المفوضية، خلال الزيارة، إلى نهايات حاسمة من خلال قرارات تكون ملزمة لكل الأطراف. وقال نائب رئيس المفوضية البروفيسورعبدالله أحمد عبدالله، في تصريحات عقب اجتماع للمفوضية بمقرها بالخرطوم أمس، إن العملية الانتخابية التي تتم الآن على مستوى الولاية هي عملية فنية بحتة تختص فقط بتجميع النتائج. وأوضح أن المفوضية أرسلت خطاباً للجنة العليا حددت عبره اختصاص اللجان التي تعمل بالولاية فقط للنظر في النتائج ولا تنظر في أي شكاوى أخرى لأن الشكاوى تكون في مرحلة لا حقة وهي مرحلة الطعون التي تأتي بعد إعلان النتائج. إسناد فني وقال إنه إذا كانت هناك حاجة لأي إسناد فني أو إداري للجنة القائمة بحاضرة كادوقلي، فإن المفوضية على استعداد لأن توفر ذلك. وكانت الحركة الشعبية ذكرت أنه كان قد تم اتفاق بين رئيس الحركة والمفوضية خلال اللقاء الأخير بكادوقلي على وجود مندوب من المفوضية للبت في أي اعتراضات إدارية تقدم من قبل القوى السياسية. وبالمقابل، دعا حزب المؤتمر الوطني في الولاية في بيان صدر بكادقلي اللجنة العليا للانتخابات بالولاية للاضطلاع بدورها في استمرار العملية وصولاً لمرحلة الإعلان النهائي للنتائج. وأوضح البيان أنه وفقاً للقانون فقد تم فرز النتائج والتوقيع عليها من قبل القوى السياسية بما فيها الحركة الشعبية في مراكز الفرز. ورأى أن ما يجري الآن من أعمال لا يعدو أن يكون تجميعاً ورصداً كلياً للنتائج التي تم فرزها سلفاً، مؤكداً أن القانون يحفظ لكل الأطراف حق الطعن القانوني. وأعلن البيان رفض الحزب رهن العملية الانتخابية لإرادة حزب واحد يحضر صباحاً وينسحب ظهراً، ودعا المواطنين للتحلي بروح اليقظة وعدم الالتفات للشائعات التي تهدف لإثارة البلبلة. المكتب القيادي وفي الخرطوم، استمع المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، في اجتماع ترأسه الرئيس عمر البشير واستمر حتى الساعات الأولى من صباح يوم الخميس، إلى تنوير مفصل عن الأوضاع في ولاية جنوب كردفان وسير الانتخابات التكميلية الجارية هناك. وشدد الاجتماع، بحسب أمين أمانة الإعلام السابق في الحزب فتحي شيلا، حرص الحزب على أمن واستقرار الولاية، مشيداً بالمشاركة الواسعة للمواطنين في الانتخابات. وقال شيلا إن الاجتماع أحيط بجهود المفوضية القومية للانتخابات التي توجهت للولاية لمعالجة الإشكالات والعراقيل التي وضعتها الحركة الشعبية وحالت دون الإعلان الرسمي لنتائج الانتخابات بالولاية. وعبر المكتب عن أمله في أن تتمكن المفوضية من تجاوز المعضلة حتى ينعم مواطنو الولاية بالأمن والاستقرار بعد طول معاناة من الحرب والاقتتال.