يعمل صغار المزارعين بمشروع أبوحمرة الواقع في منطقة "شنقل طوباي" بشمال دارفور، بهمة ونشاط لإنجاح الموسم الزراعي، بينما تسعى السلطات لإنشاء مصانع صغيرة لتعليب الخضر والفاكهة ومنتجات الألبان، لحفز الاستقرار في المنطقة المتأثرة بالحرب. وقال مدير مشروع أبوحمرة الزراعي محمد أحمد سليمان، ل"شبكة الشروق" إن جملة مساحة المشروع بالسهل الطيني تبلغ 45 ألف فدان، يتوقع أن يستفيد منها 30 ألف أسرة، منها 25 ألف أسرة مستقرة بوحدة شنقل طوباي الإدارية، إلى جانب خمسة آلاف أسرة من أسر النازحين. وأبان أن إدارته خصصت مساحة خمسة آلاف فدان للنازحين، بينما بلغت مساحة المشروع في الأراضى الرملية 20 ألف فدان تزرع بالري المطري اكتملت فيها عمليات الاستزراع بنسبة 80%، وأكد أن إدارة المشروع ستعمل للاستفادة من آليات الوحدة الهندسية التابعة لحكومة شمال دارفور لإقامة السدود الترابية ورفع "التروس" وفتح القنوات. استهداف المتأثرين بالحرب من جانبه أكد معتمد دار السلام بشمال دارفور، رمضان جابر نهار، أن مشروع أبوحمرة يمثل أحد المشاريع الرائدة بالولاية والتي من شأنها تحقيق التنمية والاستقرار لمواطني المتأثرين بالحرب في الإقليم وتوفير الأمن الغذائي وفرص العمل وتدريب الفنيين الزارعيين والمزارعين على التقنيات الزراعية الحديثة. وتفقد المعتمد أرض المشروع برفقة مدير مشروع أبوحمرة بغرض الوقوف على التحضيرات الزراعية، التي يقوم بها صغار المزارعين لإنجاح الموسم الزراعي الجديد، من خلال حراثة الأرض الطينية واستزراع أراضى القوز، وأبلغ "شبكة الشروق" أن تنفيذ المشروع هذا العام سيوازيه إنشاء مصانع صغيرة لتعليب الخضر والفاكهة ومنتجات الألبان، ما يؤدي إلى تسويق تلك المنتجات بصورة أسرع وأفضل وهو ما يساعد في زيادة دخل المزارع ودفع عجلة الاقتصاد بالمنطقة. وأشار إلى أن المشروع يتمتع بجملة من المقومات التي تساعد في تحقيق النجاح من بينها الموقع الجغرافي المتميز والمساحات الزراعية الكبيرة والكثافة السكان العالية، التي توفر فرص العمالة الكافية. ارتياح وسط المزارعين " متوسط إنتاج الفدان بأراضي المشروع الطينية 100 جوال من الفول المصري وهي صالحة لإنتاج الطماطم والبامبي والكبكبي والبطاطس "وعبر عدد من المزارعين، الذين استطلعتهم (شبكة الشروق)، عن ارتياحهم لإدخال مشروع أبوحمرة ضمن المشاريع الزراعية الرائدة بالولاية. وأشاد المزارع عبدالله حسين سبيل بالجهود التي بذلتها إدارة المشروع، من خلال توفير الآليات الزراعية، التي قال إنها ستساهم في تخفيف معاناة المزارعين في مجال حراثة الأرض، من حيث توفير الوقت وتقليل التكلفة، بينما طالب المزارع "وردي" الإدارة بتوفير المزيد من الخدمات الزراعية، خاصة الآليات الزراعية والتقاوي المحسنة وتدريب وإرشاد المزارعين. وأبان أن متوسط إنتاج الفدان بأرض المشروع الطينية يتجاوز ال100 جوال من الفول المصري، مؤكداً صلاحية المشروع لإنتاج الفول المصري والطماطم والبامبي والكبكبي والبطاطس، وأشار الى أنهم بدأوا في تحضير المساحات المخصصة لهم توطئة لبدء العمليات الزراعية بعد انتظام الأمطار. أمانة النهضة الزراعية في الفاشر في ذات السياق استضافت حاضرة شمال دارفور، الفاشر، وفد الأمانة العامة للنهضة الزراعية الاتحادية برئاسة الأمين العام المهندس عبد الجبار حسين، وفور وصول الوفد دخل في اجتماع مع حكومة الولاية ترأسه والي الولاية عثمان محمد يوسف كبر. " الاجتماع المشترك بين (النهضة الزراعية) وحكومة شمال دارفور تناول كيفية تنفيذ مشاريع النهضة بالولاية من خلال الآليات التنفيذية والفنية بالاستفادة من الإمكانات الزراعية الكبيرة التي تتمتع بها شمال دارفور " وأبلغ وزير الإعلام والاتصالات الناطق الرسمي باسم الحكومة أحمد صالح ("شبكة الشروق)، أن الاجتماع المشترك تناول كيفية تنفيذ برامج ومشاريع النهضة الزراعية بالولاية من خلال وضع خططها وأهدافها موضع التنفيذ من خلال الآليات التنفيذية والفنية بالاستفادة من الإمكانات الزراعية الكبيرة التي تتمتع بها شمال دارفور، وأشار إلى أن الاجتماع خلص إلى عدد من برامج العمل المشتركة التي من شأنها الدفع ببرامج النهضة إلى الأمام للمساهمة في تخفيف حدة الفقر وزيادة الإنتاجية الزراعية. الإرادة السياسية تحت إمرة الزراعة ومن جهته أكد الأمين العام للنهضة الزراعية ل(شبكة الشروق) أن الأمانة العامة للنهضة توصلت إلى تفاهمات كبيرة مع حكومة الولاية على رأسها الإرادة السياسية التي قال إنها تمثل الداعم الأساسى لتنفيذ برامج النهضة، وأعلن أن النهضة الزراعية ستركز خلال المرحلة القادمة على إقامة السدود والخزانات وحفر الآبار بالولاية، بجانب الاتفاق على أهمية قيام وحدة هندسية لتجميع الآليات والمعدات. وأكد الأمين العام للنهضة الزراعية انطلاق المسح الميداني لدراسة مشاريع الطرق الزراعية الرئيسية بالولاية توطئة لتنفيذها عبر مشاريع النهضة الزراعية، وزار وفد النهضة مشروعي بحيرة الفاشرالجديدة وخزان معسكر زمزم للنازحين. واستعرض والي ولاية شمال دارفور عثمان كبر، الإمكانات الزراعية التي تتمتع بها الولاية من حيث اتساع وخصوبة الأراضى، ما يجعلها في مقدمة ولايات السودان من حيث إنتاج المحصولات الغذائية والنقدية والبستانية التي تمكنها من تغذية جميع مدن السودان، مشيراً إلى أن محليات كتم وكبكبابية وسرف عمرة تعد من المحليات البكر والواعدة بالإنتاج البستاني ذات الجودة العالية والكميات الوفيرة. 500 محراث بلدي من نائب الرئيس وأشار الوالي في ندوة نظمتها إدارة النهضة الزراعية، الى ضرورة ربط كل من كبكابية وكتم ومليط بطرق زراعية مسفلتة مع حاضرة الولاية الفاشر، من أجل تسويق المنتجات الزراعية وذلك بعد اكتمال العمل في طريق الإنقاذ الغربي. وحول الوحدة الهندسية التي أنشأتها حكومة الولاية قال كبر إن إنشاءها جاء بغرض تنفيذ مشاريع حصاد المياه بصورة قياسية ومقننة، بجانب تنفيذ حزمة من المشاريع الأخرى التي لم يتمكن المقاولون من تنفيذها العام الماضي. " حكومة الولاية أنشأت وحدة هندسية بغرض تنفيذ مشاريع حصاد المياه بصورة قياسية ومقننة وتنفيذ حزمة المشاريع التي لم يتمكن المقاولون من تنفيذها العام الماضي " وأعلن عن تبرع نائب رئيس الجمهورية رئيس المجلس الأعلى للنهضة الزراعية على عثمان محمد طه ب 500 محراث بلدي لمزارعي الولاية وافتتاح فرع لبنك الأسرة بالفاشر الأسبوع القادم بعد اكتمال الترتيبات مع إدارة الفرع الرئيس بالخرطوم. 10 ملايين فدان الأراضي الزراعية بشمال دارفور من ناحيته عدد وزير الزراعة والري بالولاية الفاتح عبد العزيز عبد النبي الإمكانات الزراعية التي تتمتع بها الولاية، مبيناً أن المساحات الصالحة للزراعة تبلغ 10 ملايين فدان منها ثلاثة ملايين أراض طينية لم يستغل منها سوى 1%، علاوة على وجود أكثر من 16 مليون رأس من الثروة الحيوانية. وأكد الوزير أن شمال دارفور تضم أكبر حوض جوفي مائي، ورغم ذلك ظلت تعاني من فجوات غذائية منذ العام 1991م حتى الآن، وقال إن الولاية تتطلع إلى مشروع النهضة الزراعية لإحداث تغيير في نمط الحياة السائد بنقل المواطن من الفقر إلى الرخاء والرفاهية، خاصة أن 80% من مواطني الولاية يمارسون حرفة الزراعة.