تسلم مندوبو الأحزاب السياسية المعتمدة في السودان مسودة ترسيم الدوائر الجغرافية الانتخابية خلال اجتماع موسع بينهم ومسؤولي المفوضية القومية للانتخابات أمس، وذلك لاعتمادها رسمياً بعد انقضاء فترة للطعن والاعتراض تستغرق شهراً، وقاطعت الحركة الشعبية الاجتماع. ودعا رئيس المفوضية أبيل ألير الأحزاب لإبداء ملاحظاتها حول عملية ترسيم الدوائر، مشيراً الى أن المفوضية ستنتظر شهراً لاستقبال أي اعتراضات من الأحزاب وستتعامل معها بكل شفافية. وأضاف ألير قائلاً: "هذه انتخابات مهمة للغاية لأنها جزء من اتفاقية السلام الشامل، ومن المهم استغلال هذه الفرصة التي ستتيح لبلادنا تطوراً دستورياً مهماً". واعتبر أن طرفي اتفاقية السلام الشامل المؤتمر الوطني والحركة الشعبية أتاحا لكل القوى السياسية المشاركة في هذه العملية، داعياً للتحلي بروح المنافسة الشريفة. التعداد السكاني مرجعية للانتخابات " أقرت مفوضية الانتخابات في وقت سابق بعجز كبير في ميزانيتها قالت إنه أعاق تنفيذ المراحل الأولية من برامجها على مستويات توعية وتأهيل الناخبين "ومن جانبه، جدد نائب رئيس المفوضية د.عبد الله أحمد عبد الله التأكيد على أن نتائج التعداد السكاني شكلت المرجعية الرئيسية لعملية توزيع الدوائر الجغرافية، مؤكداً أن المفوضية تسلمت نتائج التعداد من مؤسسة الرئاسة بشكل رسمي. وكشف نائب مفوضية الانتخابات أن بعض الدول والمؤسسات الأجنبية أبدت الرغبة في تقديم الدعم المادي والفني للعملية، مشيراً الى قبول المفوضية الدعم الفني والمادي طالما أنه يأتي في إطار مساندة قيام انتخابات حرة ونزيهة وشفافة. وأقرت المفوضية في وقت سابق بعجز كبير في ميزانيتها، أعاق تنفيذ المراحل الأولية من برامجها على مستويات توعية وتأهيل الناخبين، وبررت ذلك بعدم إيفاء المانحين بالتزاماتهم التمويلية، وأبدت تخوفاً من فقدان المقترعين. الحركة الشعبية تقاطع اجتماع المفوضية من جهتها، قاطعت الحركة الشعبية الشريك الرئيسي في الحكومة اجتماع المفوضية أمس، وقال الناطق الرسمي باسم الحركة ين ماثيو لوكالة الأنباء الصينية (شينخوا): "نحن قررنا عدم المشاركة في الاجتماع، ولا نريد أن نكون جزءاً من عملية تزوير مقننة". وانتقد ماثيو ما أسماه تجاهل مفوضية الانتخابات لملاحظات قدمتها الحركة حول نتائج التعداد السكاني، وقال: "طلبنا من المفوضية، أن لا تعتمد على نتائج التعداد، لأن هناك خلافات حولها، ولكن تم تجاهل مطالباتنا". وأظهرت نتائج التعداد الأخيرة أن إجمالي عدد السكان يبلغ 39.15 مليون نسمة والجنوبيون لا يتجاوزون ال 21% من إجمالي السكان، لكن الحركة رفضت النتائج، واعتبرت أن النتيجة انطلقت من دوافع وأهداف سياسية. الأحزاب ترحّب بترسيم الدوائر الى ذلك رحب ممثلو الأحزاب السياسية المشاركون في الاجتماع بترسيم الدوائر الجغرافية، مشددين على أهمية الحوار والتفاكر بينهم والمفوضية حول سير العمل في تحضيرات الانتخابات والمعلومات المتعلقة بها وترسيم الدوائر الجغرافية. وأعلن نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون السياسية والتنظيمية د.نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية ترحيب حزبه برقابة إقليمية ودولية على الانتخابات، إلا أنه أبدى تحفظات على دول أجنبية ومنظمات، قال إن لها أجندة خفية في السودان، ودعا المفوضية لإلزام المنظمات التي وافقت على الرقابة بالانضباط والإشراف على دعمها المادي لإنجاح العملية الانتخابية. ومن جهتهم، أكد ممثلو أحزاب في اللقاء ثقتهم الكاملة في المفوضية، معتبرين أنها التزمت مبدأ الشفافية والحياد خلال لقاءاتهم المختلفة مع مسؤوليها.