وصف وزير الخارجية السوداني، علي كرتي، قرار الولاياتالمتحدة الأميركية برفع حظر السلاح عن دولة الجنوب بأنه "إخلال في تعاملها مع الدول" وأنها "ما عادت محل ثقة"، مؤكداً أن بلاده لا تنتظر دعماً من واشنطن. وأوضح كرتي للصحافيين أن الولاياتالمتحدة خرقت قوانينها عدة مرات وقدمت الدعم لحكومة الجنوب قبل انفصالها، مضيفاً: "لها ما تشاء تجاه قوانينها وبلدها ولكننا لن ننتظر دعماً من الولاياتالمتحدة الأميركية". من جهته، اعتبر الناطق الرسمي باسم الحزب الحاكم، إبراهيم غندور، القرار خطيراً وسيؤدي إلى نتائج سالبة لأنه يهدف إلى تغيير موازين القوى بالمنطقة لصالح الجنوب. وأكد أنه ينطوي على تهديدات ليس على السودان فحسب بل على دول المنطقة كافة، لاسيما أن الدولة الجديدة في الجنوب لم تنضج بعد"، مبدياً خشيته من وصول هذه الأسلحة إلى الحركات المتمرِّدة في دارفور "التي تعتمد على الجنوب في تمويلها وتدريبها". خطوة جديدة في السياق نفسه، أبدى القيادي بالوطني، قطبي المهدي، أسفه على القرار الذي وصفه بأنه غير موفق وكشف الوجه الآخر لأميركا، وأنها لا تدعم السلام والاستقرار في المنطقة. وأضاف قطبي أن أميركا وما تعيشه من تداعيات اقتصادية فضلت بيع الموت عبر بيعها للسلاح لدولة الجنوب بدلاً من تشجيع عمليات الحوار والسلام في المنطقة. ورفع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، القيود على بيع الأسلحة إلى جنوب السودان، في خطوة جديدة تشير إلى تعزيز العلاقات مع الدولة الوليدة التي انفصلت عن جمهورية السودان في يوليو الماضي. وقال أوباما، في توجيه إلى وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، إنه يسمح للولايات المتحدة بتقديم مواد وخدمات دفاعية إلى دولة جنوب السودان. وأضاف أن من شأن هذه الخطوة "أن تدعم أمن الولاياتالمتحدة وتعزز السلام العالمي".