يشكل سوق شعبي صغير يقع في قلب مدينة القضارف شرقي السودان، معلماً بارزاً وعلامة فارقة تربط الماضي بالحاضر، وإن واختلفت الروايات المتدوالة بشأن نشأته، إنه سوق "ديم بكر" العتيق أحد أقدم الأسواق الشعبية في المنطقة. وترجح غالبية الروايات المتداولة في المجتمع الشعبي بمنطقة السوق، إنه ازدهر منذ خميسنيات القرن الماضي، ومنذ ذلك التاريخ لا يزال يمثل واحداً من المعالم البارزة التي تجذب اليها كل من يزور القضارف، كما أنه يجسد جسراً متفرداً للتواصل الاجتماعي. ويقول المواطن عبدالجبار عبدالقادر وهو من أعيان حي ديم بكر، الذي يقع فيه السوق، إنه لا يدري بالتحديد متى أنشئ السوق، لكن في الخمسينيات كانت حدوده محصورة بين الصهريج الذي لا يزال واقفاً في مكانه ونادي إشراقة الرياضي. سوق يجمع الماضي والحاضر ويشير عبد الجبار الى أن السوق ظل يربط الماضي بالحاضر. ويوضح المواطن عبد الجبار أن السوق كان يمثل حينها "ولا يزال" مجمعاً لكل أشكال التجارة مثل بيع الخضار والكجيك "نوع من السمك المجفف والمملح ويستخدمه المزارعون في أيام الخريف". وأضاف بأن أبرز ما يميز السوق في ذلك العهد هو وجود ورشة الميكانيكا الوحيدة بالقضارف والتي يملكها المرحوم حسن سليمان. ومن جهته، يقول المعلم داؤود محمد داؤود، إن اسم السوق يحمل معنى يعود لرجل من أهم زعامات الإدارة الأهلية بالقضارف هو الناظر بكر والذي يقتسم مع نظار الهبانية والشكرية القيادة القبلية بالولاية التي تتميز بتعايش اجتماعي قل نظيره. ويرى المعلم داؤود أن السوق مثل ولا يزال حلقة من حلقات التواصل الاجتماعي بالمنطقة. الأقاشي الوجبة المفضلة " السوق يتوسط أحياء عريقة في وسط القضارف هي ديم بكر والصوفي الأزرق وحي الدناقلة " وفي الأمسيات تطغى راحة شواء وجبة "الأقاشي" على الأجواء في السوق. ويقول التاجر عمر أبكر أشهر بائع أقاشي لمدة تجاوزت "65 عاماً"، إنها الوجبة المفضلة الى الآن ويهاجر اليها الناس من أنحاء المدينة. ويتوسط السوق أحياء عريقة في وسط القضارف هي "ديم بكر" و"الصوفي الأزرق" و"حي الدناقلة". ويتميز السوق بوجود مكثف لمشائخ الطرق الصوفية حيث يتوافد الى هناك المريدون من كل أنحاء المدينة من أجل الانضمام الى حلقات الذكر في خلاوى البرهانية والتجانية والقادرية الموجودة بالسوق. أما نادي إشراقة، فيعد من المعالم المهمة بحي ديم بكر، ويمثل واحداً من أهم الأندية الرياضية هناك وظل ينافس باستمرار من أجل التأهل للدوري الممتاز.