عاد باراك أوباما؛ وهو أول رئيس أميركي أسود، يصف نفسه بأنه ابن رجل أسود من كينيا، وامرأة أميركية بيضاء؛ من كنساس إلى أفريقيا في زيارة طويلة استغرقت ثمانية أيام، وهو على رأس أكبر قوة في العالم. وخلال رحلته في أفريقيا التي شملت ثلاث دول، وزار خلالها السجن الذي مكث فيه بطله؛ زعيم مكافحة الفصل العنصري؛ نيلسون مانديلا 27 عاماً، كان في استقبال الرئيس الأميركي، باراك أوباما زعيم أفريقي آخر يتمتع بالتقدير، هو ديزموند توتو الذي رحب به قائلا "أهلا في بيتك". وخلال الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأميركي في كيب تاون، تحدث أوباما عن والده الإفريقي، وهو شيء قلما يفعله، وربط بين بداية نشاطه السياسي، وحركة مناهضة الفصل العنصري، التي قادها مانديلا، الذي يرقد حالياً في المستشفى في حالة احتضار. منزل عبيد " أوباما واجه بعض الاحتجاجات في جنوب إفريقيا مناهضة للسياسة الخارجية الأميركية، بل إن توتو أشار إلى فشل الرئيس الأميركي في الوفاء بوعده بإغلاق جوانتانامو " وفي منزل سابق للعبيد بجزيرة جوري في السنغال، قال أوباما الذي نادراً ما يشير إلى أصوله العرقية، إن كونه أميركياً أسود، زاد من اصراره على الدفاع عن حقوق الإنسان في شتى أنحاء العالم. وخلال جولته التي شملت السنغال، وجنوب إفريقيا، وتنزانيا لم يلق أوباما الاستقبال الحار نفسه، الذي لقيه حين زار غانا عام 2009م، عندما تدفقت حشود ضخمة لرؤية أول رئيس أميركي أسود منتخب. فقد واجه أوباما بعض الاحتجاجات في جنوب إفريقيا، مناهضة للسياسة الخارجية الأميركية، بل إن توتو أشار إلى فشل الرئيس الأميركي في الوفاء بوعده السابق، بإغلاق المعتقل الحربي الأميركي في جوانتانامو بكوبا. ورغم خيبة أمل الإفريقيين في أنه قام بهذه الزيارة متأخراً، رحبت القارة السوداء في معظمها بأوباما، واعتبرته ابناً لها. واحتشد السكان في العاصمة التنزانية دار السلام، حين بدأ أوباما زيارته للبلاد، وحين اختتمها، كما وقف الشبان في جنوب إفريقيا مصفقين لكلمته. الفصل العنصري وقال توتو؛ الزعيم المناهض للفصل العنصري؛ كبير الأساقفة السابق في كيب تاون لأوباما، حين التقيا في مركز للشباب تديره مؤسسة توتو لمكافحة الأيدز، "نجاحك نجاحنا. وفشلك.. سواء رضيت أم أبيت هو فشلنا. "نحن مرتبطون بك، وأنت منا، ونصرك هو نصرنا". كانت هذه اللحظة تذكرة للرئيس الأميركي بالآمال التي سادت في إفريقيا عام انتخابه عام 2008م، والتي توقعت علاقات أقوى بين إفريقيا والولايات المتحدة. ورغم أن أوباما حطم هذه الآمال بدرجة كبيرة، في فترة رئاسته الأولى، بابتعاده عن القارة، بخلاف زيارة قصيرة لغانا، حاول الرئيس الأميركي تعويض الوقت الضائع في رحلته، بسعيه لتعزيز الروابط التجارية، وبوعد بتوفير الكهرباء للملايين. وتقول "رويترز" إنه من شبه المؤكد أن يعود أوباما مرة أخرى لإفريقيا، في حالة وفاة مانديلا لحضور جنازته، فهو يعلق في البيت الأبيض صورة له، مع أيقونة النضال ضد التفرقة العنصرية. ودعا أوباما الزعماء الأفارقة غلى قمة تعقد في واشنطن العام القادم.