أكد مسؤول عسكري رفيع المستوى، الخميس، لوكالة "فرانس برس"، أن الجيش المصري يحتجز الرئيس المعزول محمد مرسي. ومن المتوقع أن يؤدي رئيس المحكمة الدستورية العليا في مصر اليمين الدستورية الخميس لتولي منصب رئيس البلاد مؤقتاً. ويأتي هذا ضمن "خارطة طريق" وضعها الجيش لإخراج البلاد من الأزمة السياسية التي تعصف بها، وأعلنها وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي. وكان جهاد الحداد المسؤول في الإخوان المسلمين أعلن في وقت سابق أن مرسي وفريقه معتقلون في مبنى عسكري، وأن "مرسي فصل عن فريقه ونقل إلى وزارة الدفاع". وقال الحداد إن "مرسي وجميع الفريق الرئاسي هم في الإقامة الجبرية في نادي الحرس الجمهوري". وذكرت صحيفة "الأهرام" في عددها يوم الخميس، أن قوات الأمن المصري أمرت باعتقال 300 عضو من الإخوان المسلمين. توتر أمني وتصاعدت حدة التوتر الأمني والسياسي في أرجاء متفرقة من مصر فور إعلان الجيش عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي، ووقعت أعنف المواجهات في محافظة مطروح بأقصى غرب مصر، حيث سقط ثمانية قتلى على الأقل وأصيب العشرات. وأوضح مدير الأمن بالمحافظة، اللواء العناني حمودة، أن جنديين بالجيش قتلا، بينما قتل ستة مؤيدين لمرسي في اشتباكات مع قوات الجيش في محيط مبنى الديوان العام للمحافظة. كما أصيب في الاشتباكات خمسة جنود بعدما اقتحم مؤيدون لمرسي قسم الشرطة في مدينة الضبعة، إحدى مدن محافظة مطروح وأحرقوه بالكامل, كما أحرقوا سبع سيارات للشرطة. وفي الإسكندرية، قالت إدارة الإسعاف، إن ثلاثة أشخاص قتلوا بالرصاص في اشتباكات تدخلت فيها قوات من الشرطة والجيش. كما أسفرت الاشتباكات حسب وكالة أنباء الشرق الأوسط عن إصابة 83 شخصاً. وقال شاهد ل"رويترز"، إن نحو ألفي شخص حاصروا عدداً من مؤيدي مرسي في مسجد بالمنطقة التي دارت فيها الاشتباكات. أما في مدينة المنياجنوب مصر، فقال مصدر أمني، إن ثلاثة من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي قتلوا في اشتباكات مع قوات من الجيش والشرطة. اعتقال قيادات الإخوان جاء ذلك بينما ذكرت صحيفة "الأهرام" الحكومية المصرية في عدد الخميس، أن قوات الأمن المصرية أمرت باعتقال 300 عضو في تنظيم الإخوان. وأكد مسؤول بوزارة الداخلية لوكالة الصحافة الفرنسية، أن البحث جار عن أعضاء في الإخوان بعد صدور مذكرات توقيف بحقهم. وكانت قوات الأمن قد اعتقلت، مساء الأربعاء، سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الإخوان، إضافة إلى رشاد البيومي نائب المرشد العام للجماعة. وقد منعت السلطات المصرية البث التلفزيوني من منطقة رابعة العدوية ومنعت صحفيين من الوصول إلى هناك، وسط أنباء عن إطلاق رصاص وتهديد للمعتصمين. في هذه الأثناء، قطعت السلطات المصرية البث عن عدة قنوات فضائية على رأسها قناة "مصر25" التي قالت على صفحتها بموقع فيسبوك، إنه تم قطع بثها عقب البيان الذي ألقاه وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي، وأعلن فيه خارطة طريق تتضمن تعطيل الدستور وتكليف رئيس المحكمة الدستورية بإدارة البلاد. كما قطع البث عن قنوات دينية أخرى هي: الناس, والرحمة, والحافظ, وهي قنوات تصنَّف على أنها تابعة للتيار الإسلامي وكانت مؤيِّدة للرئيس المعزول محمد مرسي.