أحالت وسائط الاتصال والتكنولوجيا الحديثة الكتاب إلى عزلة حقيقية بعد أن استمالت إليها قطاعاً من القراء والمثقفين لأغراض المطالعة والبحث العلمي، ما أدى إلى تحول الكثير من المكتبات الورقية العامة لمكتبات إلكترونية ومقاهي إنترنت. ومن بين رواد المكتبات العامة من يرى أن المطالعة الورقية ستظل تحتفظ بقيمتها المعرفية على الرغم من مغريات غيرها من الوسائط. ويقول الأستاذ الجامعي عثمان السيد ل"الشروق"، إنه لا غنى عن الكتاب إلا بالكتاب، مضيفاً أن وسائل المعرفة الأخرى مثل الإنترنيت تتغذى على الكتاب الورقي. ويضيف السيد "أعتقد أن هذه الوسائل تكمل بعضها بعضاً، فلا مانع من وجود المكتبة الإلكترونية، إلى جانب المكتبة الورقية لأن الكتاب هو المعلم الأول". من جهتها، تحاول جهات الاختصاص وعلى رأسها وزارة الثقافة والإعلام إنعاش المكتبات العامة وإخراج الكتاب من عزلته، حيث يقول وزير الثقافة والإعلام بنهر النيل أحمد محمد الحسن الأموي "ندعم كلَّ من يسهم معنا في إنشاء المكتبات حتى تصير واجهة لكلِّ طالبي القراءة والعلم كذلك نشجِّع المكتبات المدرسية والمكتبات الخاصة للطفل".