بشر الرئيس السوداني عمر البشير بتطورات مهمة لمبادرة الحوار الوطني التي طرحها في وقت سابق ستحدث خلال في الفترة القادمة، مجدداً الدعوة لحاملي السلاح في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان والأحزاب الرافضة للانضمام إلى مسيرة الحوار. وتحدث البشير يوم الخميس، أمام ستة آلاف عضو من أعضاء حزبه "المؤتمر الوطني" الحاكم، وضيوف أجانب يمثلون أحزاباً من خمسين دولة شهدوا الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحزب العام بأرض المعارض بضاحية بري في الخرطوم يوم الخميس. وأعلن البشير أنه قدم الدعوة لكل الأحزاب المشاركة في الحوار والبالغة 83 حزباً للاجتماع في الثاني من شهر نوفمبر المقبل. وأوضح أن الاجتماع المعني سيجيز تقرير عمل لجنة الحوار خلال الفترة الماضية واعتماد خارطة الطريق ووثيقة أديس أبابا الموقعة مع الجبهة الثورية المسلحة تمهيداً للدخول في حوار مفتوح مع المجموعات التي لا تزال تحمل السلاح. المشكلات العالقة وشدد البشير على أن الحوار الذي تم طرحه على القوى السياسية هو مبادرة لتأكيد أنه هو الحل الأمثل لكل المشكلات العالقة. وجدد البشير الدعوة لحاملي السلاح من أجل الاستجابة لنداء الوطن بالمشاركة في الحوار من أجل تحقيق التوافق والتراضي الوطني. وجدد التزامه بالمضي قدماً في الحوار إلى أن يبلغ غاياته، وقال إن ذلك سيتحقق مادامت الأطراف المشاركة تتحلى بالموضوعية وتعلي قيمة الوطن فوق المصالح الشخصية والحزبية والجهوية. وأقر البشير أن انفصال جنوب السودان ترتبت عليه آثار اقتصادية سالبة أضرت بالسودان. وقال البشير إن السودان بجانب تحدي الانفصال يواجه عدة تحديات منها استمرار العقوبات الجائرة وتعمد استمرار الحرب في بعض مناطقه. ورأى أن تلك التحديات كانت دافعاً لاستنباط حلول ناجعة عبر توظيف ما هو متاح، الأمر الذي أسهم في إكمال مشروعات البناء من سدود وكهرباء وطرق وبنى تحتية واستكشاف موارد جديدة من آبار نفط ومعادن. دليل عافية " رئيس المؤتمر الوطني يقول رغم التأكيد على الالتزام بمنهج الحكم اللامركزي،لكننا نعترف ببعض الآثار السالبة التي تمثلت في إقحام القبلية والاستنصار بالبعد القبلي الجهوي وأن ذلك بات يشكل خطراً على النسيج والترابط الاجتماعي والأمن القومي " واعتبر البشير أن انعقاد المؤتمر العام لحزبه يمثل دليل عافية وتعبيراً قوياً عن حيوية الحزب وحركته الدافعة. وألمح إلى مراجعة ما أسماه الآثار السلبية المترتبة على تجربة الحكم اللامركزي في البلاد. وقال "رغم التأكيد على الالتزام بمنهج الحكم اللامركزي، لكننا نعترف ببعض الآثار السالبة التي تمثلت في إقحام القبلية والاستنصار بالبعد القبلي الجهوي". وأضاف البشير "أن ذلك بات يشكل خطراً على النسيج والترابط الاجتماعي والأمن القومي، مما يستدعي وقفة مراجعة ترعى مصلحة الوطن وأمنه واستقراره". وقال البشير إنه بالرغم من بعض المحاولات التي وصفها بالظالمة لتعويق علاقات البلاد مع العالم الخارجي، إلا إنهم استطاعوا المحافظة على علاقاتهم الخارجية.