الخرطوم 23 أكتوبر 2014 أعلن الرئيس السوداني عمر البشير أن مبادرة الحوار الوطني ستشهد تطورات مهمة الفترة القادمة، وأقر خلال مخاطبته المؤتمر العام لحزبه، الخميس، بأن تجربة الحكم اللامركزي صاحبتها سلبيات تشكل خطرا على الأمن القومي، ما يقتضي المراجعة، وشكلت كلمة لزعيم المؤتمر الشعبي المعارض حسن الترابي مفاجأة المؤتمر العام للحزب الحاكم وسط هتافات تنادي بالوحدة. ستة ألاف عضو يشاركون في أعمال المؤتمر العام الرابع لحزب المؤتمر الوطني الحاكم وانقسم الإسلاميون في السودان عندما إنشق الترابي عن المؤتمر الوطني الحاكم في 1999 وشكل حزب المؤتمر الشعبي الذي ناصب النظام الحاكم العداء حتى استجابته لمبادرة الحوار الوطني التي اطلقها الرئيس البشير في يناير الماضي. وعد البشير الحوار الوطني الذي طرحه على القوى السياسية مبادرة لتأكيد ان الحوار هو الحل الأمثل لكل المشكلات العالقة، وأعلن أن المبادرة ستشهد تطورات مهمة الفترة القادمة، مؤكدا دعوة ال 83 حزبا المشاركة في الحوار للانعقاد في الثاني من نوفمبر المقبل، لاجازة تقرير عمل آلية "7+7" واعتماد خارطة الطريق ووثيقة أديس أبابا التي تمهد للحوار مع الحركات المسلحة. وتوصلت الوساطة الأفريقية بأديس أبابا، في الخامس من سبتمبر الماضي، إلى اتفاق مبادئ حول الحوار السوداني مع مجموعة إعلان باريس "الجبهة الثورية وحزب الأمة القومي" وموفدي آلية "7+7" التي تمثل قوى المعارضة والحكومة في مبادرة الحوار الوطني. وجدد الرئيس دعوته لحملة السلاح بالاستجابة لنداء الوطن والدخول في عملية الحوار من أجل تحقيق التوافق والتراضي الوطني، وقطع بالتزامهم ببلوغ الحوار غاياته "ما دامت الأطراف تتحلى فيه بالموضوعية وتعلي قيمة الوطن فوق المصالح الشخصية والحزبية والجهوية". إلى ذلك أكد البشير ضرورة مراجعة الآثار السلبية المترتبة على تجربة الحكم اللامركزي، قائلا "رغم التأكيد على الالتزام بمنهج الحكم اللامركزي لكننا نعترف ببعض الآثار السالبة التي تمثلت في إقحام القبلية والاستنصار بالبعد القبلي الجهوي". وتابع "إن ذلك بات يشكل خطرا على النسيج والترابط الاجتماعي والأمن القومي، ما يستدعي وقفة مراجعة تراعي مصلحة الوطن وأمنه واستقراره". واعترف رئيس الجمهورية وربأن انفصال جنوب السودان ترتبت عليه آثار إقتصادية سالبة أضرت بالسودان، وأضاف أن بلاده بجانب تحدي الانفصال تواجه عدة تحديات منها العقوبات الجائرة وتعمد استمرار الحرب في بعض مناطق السودان حسب قوله . يشار إلى أن المؤتمر العام الرابع للمؤتمر الوطني الحاكم، الذي ينعقد في الخرطوم بمشاركة 6 ألاف عضو، سيختتم أعماله السبت المقبل بانتخاب رئيس الحزب واجازة التوصيات. الترابي في "الوطني" وشكل حضور الترابي لفاتحة أعمال المؤتمر الوطني مفاجأة لجهة ان الرجل لم يدخل دار الحزب الحاكم منذ مفاصلة الإسلاميين قبل نحو 15 عاما. وطالب الترابي لدى مخاطبته المؤتمر باسم "الأحزاب خارج الحكومة" لحوار جامع يقود لوحدة وطنية تكون نواة لوحدة إقليمية تتمدد حوالي السودان جنوباً وشمالاً وشرقاً وغرباً، لأن العالم الآن كله بدأت أنظوماته تكبر وتتعاظم. وقال الترابي بعد علو هتافات مطالبة بالوحدة: "المسير كله نحو الوحدة والإبتلاءات من حولنا تعظنا بضرورة التحاور والتشاور". وتابع "إن الابتلاءات وعظتنا وذكرتنا بضرورة الائتلاف، كل ذلك دعانا للتحاور والتشاور لا للتحارب بل للتحاور ولا للتكايد بل للتوحد فجاءت فكرة هذا الحوار". وأضاف "نريد للحوار أن يتحرر فيه الشعب ولكن أن لا يتفجر عنفاً في الحرية وأن ينتظم ويأمن ولا يتجبر عليه ناظم ونريد لعامة الناس وإن أصابتهم وطئة بؤس أن يجدوا بشرىً وفرجاً"، وزاد "نريد الأقاليم التي تظلمت كثيراً وتأزمت كثيراً علينا أن نجتمع في منظومة واحدة".