قلَّل الرئيس السوداني عمر البشير، من تأثير موقف دول الترويكا من الانتخابات على الأوضاع بالسودان، وقال إن هذا الموقف لن يؤثر على الديمقراطية والحوار الوطني، مؤكداً جدية الحكومة في مواصلة الحوار بعد إعلان النتائج الرسمية للانتخابات. وقال البشير في افتتاح جلسات مؤتمر وزراء الدفاع بدول شرق أفريقيا بالخرطوم، يوم الجمعة، إن الانتخابات تنافس فيها 44 حزباً سياسياً، وشهد بنزاهتها المراقبون على المستويات الدولية والإقليمية والمحلية. وأشار إلى أن الحوار الوطني سيستمر بعد الانتخابات، وقال إن مواقف دول الترويكا (بريطانيا والنرويج وأميركا)، وبعض الأطراف من الانتخابات، لن تؤثر على الديمقراطية ومسيرة الحوار الوطني. ونوه البشير إلى معاناة السودان من الحصار الجائر والاستهداف "غير المبرر"، والذي قال إنه استمر لأكثر من 25 عاماً ولم يستسلم السودان بل حقق العديد من الأهداف والغايات التي يصبو إليها رغم كيد الأعداء والمتربصين. جنوب السودان " الرئيس السوداني يؤكد استعداد بلاده لتقديم ما تملكه من معرفة وقاعدة تصنيع دفاعي لخدمة القارة الأفريقية حتى تكون خالية من النزاعات والحروب " وطالب المؤتمرين، بإيلاء دولة جنوب السودان جل اهتمامهم وضرورة العمل على وقف الصراع داخلها والعمل على إعادة الترتيبات الأمنية لمواجهة ظاهرة الاعتداءات المتكررة على الأبرياء في كينيا والصومال وملاحقة المجرمين والإرهابين ووضع حدٍّ لأعمالهم العدوانية. وجدد البشير تقدير السودان للأصدقاء والشركاء في أفريقيا لدعمهم ومؤازرة السودان في مواجهة منظومة المحكمة الجنائية ذات المعيار العدلي الانتقائي الخاسر -على حسب وصفه-. وأكد استعداد السودان لتقديم ما يملكه من معرفة وقاعدة تصنيع دفاعي لخدمة القارة الأفريقية حتى تكون خالية من النزاعات والحروب، داعياً الدول والحكومات الأفريقية للتضامن وتوحيد إرادتها السياسية لتأسيس قواعد الأمن والسلام والعمل الجاد، والتقصي عن جذور مشكلات الصراع بأبعاده الإقليمية والقطرية والداخلية، ووضع الحلول الناجعة من خلال الآليات المتيسرة. مسببات الصراع " البشير يدعو المؤتمر لوضع اعتبار للأجندة الخارجية للقوى المؤثرة التي تعمل على استبقاء الصراعات في أفريقيا لحرمانها من إقامة واجهة موحدة أو حلف فاعل " ودعا البشير لضرورة مراجعة مسببات الصراعات الداخلية التي تحدث من منطلقات القبيلة وتنافس الموارد الشحيحة، وغيرها من القضايا التي تؤثر مباشرة على منظومة السلم والأمن الأفريقي. وأشار إلى الدور الذي ظل يقوم به السودان تجاه القارة الأفريقية والتجارب الناجحة التي حققها في تشكيل قوات مع جيرانه لحراسة ومراقبة الحدود، مما انعكس إيجاباً على استقرار تلك المناطق الحدودية ووضعت حداً للجريمة العابرة في تجارة السلاح والبشر والمخدرات وغيرها من الجرائم التي تزدهر في غياب الحارس والرقيب على الحدود. وطالب البشير المؤتمر بوضع اعتبار للأجندة الخارجية لبعض القوى الفاعلة والمؤثرة التي تثير الفتن وتعمل على استبقاء الصراعات في أفريقيا لحرمانها من إقامة واجهة موحدة، أو حلف فاعل، يدافع عن الحق الأفريقي في العلم والمعرفة والتكنولوجيا.