بدأ مصادم الهدرونات الكبير يوم الأربعاء، إحداث تصادم بين الجسيمات بسرعة تكاد تماثل سرعة الضوء لاستخلاص معلومات لأول مرة منذ أكثر من عامين يتعشم العلماء في أن تسهم في فك لغز ما يعرف بالمادة المعتمة. وسيقوم المصادم بإحداث التصادم بين حزمتي جسيمات من البروتونات تسيران في اتجاهين متقابلين وفي مسار بيضاوي داخل نفق طول محيطه 27 كيلومتراً بسرعة 13 تريليون إلكترون فولت أي تكاد تكون ضعف الطاقة المستخدمة خلال مرحلة تمهيدية مدتها ثلاث سنوات بدأت عام 2010 والتي برهنت على وجود جسيم بوزون هيجز الغامض وهو الاكتشاف الذي نال عنه عالمان جائزة نوبل عام 2013. وبوزون هيجز جسيم افتراضي قال عالم الفيزياء الأسكتلندي بيتر هيجز قبل ثلاثة عقود من الزمن، إنه يساعد على التحام المكونات الأولية للمادة ويعطيها تماسكها وكتلتها. ومصادم الهدرونات الكبير جهاز يتم داخله إحداث تصادم مباشر بين شعاعين من البروتونات بسرعة تقارب سرعة الضوء لتفتيت البروتونات إلى جسيمات أصغر تسمى كواركات وميوونات وجسيم بوزون هيجز الافتراضي وهو الهدف الرئيسي من مثل هذه التجارب. ولا يدري أحد ما سيكشف عنه مصادم الهدرونات في مرحلة تشغيله الحالية من التصادمات التي تجري بوصفها نسخة مصغرة لمحاكاة الظروف التي أعقبت الانفجار العظيم بيد أن العلماء يأملون أن تخرج بأدلة لإرساء أسس علم جديد هو "الفيزياء الحديثة".