عاد للخرطوم مساء أمس الرئيس السوداني عمر البشير بعد مشاركته في قمة دول تجمع الساحل والصحراء التي عقدت بالعاصمة التشادية إنجمينا، وأكدت توصيات القمة مساندتها الكاملة للسودان في جميع قضاياه وأبرزها ادعاءات المحكمة الجنائية ضد الخرطوم. وتمثل مشاركة البشير تحدياً للمحكمة الجنائية الدولية لاسيما بعد مطالبات أمريكا ودول أوروبية لتشاد بالقبض على البشير. وأكد مستشار رئيس الجمهورية د. غازي صلاح الدين عضو الوفد بمطار الخرطوم أن القمة أبدت تأييداً قوياً للسودان في كل قضاياه بما فيها دعاوي المحكمة الجنائية الدولية، مبيناً أن البيان الختامي للقمة جاء تأكيداً للموقف الأفريقي من خلال تجمع دول الساحل والصحراء تجاه السودان، مؤكداً أن التأييد جاء قوياً وبعبارات قوية. معاملة لاجئين وجدد الرئيس البشير أن السودان لن يسمح بعمل معارضة تشادية بالسودان وأنه بدأ بخطوات في هذا الإطار وأنهم أبلغوا المعارضين بأنهم إن أرادوا العودة إلى تشاد فإدريس ديبي رحب بهم، وزاد البشير من أراد من المعارضين التشاديين أن يظل بالسودان فسيبقى كلاجئ يعامل معاملة أي مواطن آخر يلجأ للسودان ومنحه سبل كسب العيش الكريم. وأشاد البشير بالعلاقات الشعبية بين السودان وتشاد، مشيراً إلى أن عودة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها يعود في الأساس إلى متانة العلاقات الشعبية. وكان البشير خاطب الجلسة المغلقة لقمة دول تجمع الساحل والصحراء أكد فيها التزام السودان بالتوصل إلى حل سياسي عادل ومستدام للوضع في دارفور. تأييد دولي وإقليمي وجدد البشير في الجلسة تمسك الحكومة بمنبر الدوحة الذي يحظى بالدعم الكامل من الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والمجتمع الدولي." البشير يجدد التزام السودان بالتعاون الكامل مع بعثة اليوناميد في تحقيق الأهداف المشتركة في دارفور " وقال إن الحكومة إدراكاً منها بضرورة توحيد المنبر التفاوضي تتمسك بمنبر الدوحة وترحب في نفس الوقت بإسهامات الاتحاد الأفريقي من خلال عمل الفريق عالي المستوى والذي يرأسه ثابو أمبيكي رئيس جنوب أفريقيا السابق. وأعلن البشير تجديد التزام السودان بالتعاون الكامل مع بعثة اليونميد في تحقيق أهدافها وأهدافنا المشتركة في دارفور. وعبر عن تطلع السودان في أن يحصل على الدعم من أشقائه في تلك الجهود حتى تتمكن من إنجاز السلام الدائم والشامل قبل نهاية العام وإجراء الاستفتاء. وأشار البشير إلى أن السودان يسعى دائماً لجعل حدوده مع دول الجوار جسوراً لتبادل المنافع ومعابر للتجارة البينية التي تحقق المنفعة للمواطنين كافة مما يعزز دعائم الأمن والاستقرار في الأقاليم الحدودية المتجاورة، ودعا البشير جميع جيران السودان إلى التعاون الصادق من أجل تحقيق تلك الأهداف. تأهيل مدرسة الصداقة وامتدح البشير - حسب وكالة السودان للأنباء - لدى مخاطبته الجالية السودانية بتشاد وممثلين للجالية السودانية بالكاميرون عبر الاحتفال الذي أقيم بمدرسة الصداقة السودانية بالعاصمة إنجمينا، امتدح الموقف الشجاع الذي اتخذه الرئيس التشادي بزيارته للسودان في فبراير من العام الجاري، قاطعاً بذلك السبيل أمام كل الشكوك بعودة العلاقات إلى طبيعتها، وتعهد بإعادة تأهيل المدرسة ومجموعة من المدارس وأماكن تجمعات السودانيين بتشاد. وأشار للصفات الحميدة التي يتصف بها الرئيس التشادي أبرزها التمسك بالعهود وقال: "الرجل يقاس بمدى التزامه بالعهد الذي يقطعه على نفسه وقد أوفى ديبي بعهده". لن نسلم المتمردين ومن جانبه أشاد وزير الخارجية علي كرتي بمواقف الرئيس، مؤكداً افتراءات وكذب الجنائية، وقال إن السودان وحكومة السودان لن يسلموا حتى المتمردين منهم، مبيناً أن القضاء السوداني والأجهزة العدلية بالبلاد مؤهلة للقيام بواجبها ولا تحتاج إلى من يوجهها ويملي عليها. وكان في استقبال البشير بمطار الخرطوم نائبه الأول الفريق سلفاكير ميارديت وعدد من الوزراء.