أكد الرئيس عمر البشير التزام السودان بالتوصل إلى حل سياسي عادل ومستدام للوضع في دارفور. وقال لدى مخاطبته أمس الجمعة الجلسة المغلقة لقمة دول تجمع الساحل والصحراء التي عقدت في مركز قصر الشعب بأنجمينا إن الحكومة اتخذت مجموعة من الخطوات أدت إلى تطبيع الوضع في دارفور، مؤكداً تمسكهم بمنبر الدوحة الذي يحظى بالدعم الكامل من الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والمجتمع الدولي، وقال إن الحكومة إدراكاً منها لضرورة توحيد المنبر التفاوضي تتمسك بمنبر الدوحة وترحب في نفس الوقت بإسهامات الاتحاد الأفريقي من خلال عمل الفريق عالي المستوى والذى يرأسه ثامبو أمبيكي رئيس جنوب أفريقيا السابق. وأعلن البشير تجديد التزام السودان بالتعاون الكامل مع بعثة اليونميد في تحقيق أهدافها وأهدافنا المشتركة في دارفور. وقال البشير إن السودان يسعى دائماً إلى جعل حدوده مع دول الجوار جسوراً لتبادل المنافع ومعابر للتجارة البينية التي تحقق المنفعة للمواطنين كافة مما يعزز دعائم الأمن والاستقرار في الأقاليم الحدودية المتجاورة. ودعا البشير جميع جيران السودان إلى التعاون الصادق من أجل تحقيق تلك الأهداف وقال إن السودان حريص على العمل للوصول بهذا التجمع إلى غاياته. وفى الخرطوم، ذكر مستشار رئيس الجمهورية رئيس ملف تفاوض دارفور د. غازي صلاح الدين للصحفيين عقب عودته برفقة الرئيس من إنجمينا إن الزيارة تكتسب أهمية بالغة لالتزام تشاد بحسن الجوار على الرغم من توقيعها على ميثاق روما، مشيراً الى أن تطبيع العلاقات بين البلدين سيلقي بظلاله على الأوضاع فى دارفور. وأشاد بالتضامن الأفريقي مع السودان والتأييد المتصاعد لموقفه الرافض فى التعامل مع المحكمة الدولية، وقال: «ثبت أنها محكمة أوربية للقادة الأفارقة، وهاهم يرفضونها وموقف الاتحاد الأوربي وواشنطن يدعو للرثاء بعد أن فقدوا الأخلاق فى معركة المشروعية». وجدد غازي موقف الحكومة في عدم رغبتها فى استضافة دول الجوار لرئيس حركة العدل خليل إبراهيم، كاشفاً عن اتصالات مع ليبيا بهذا الخصوص. وعقدت قمة مصغرة سباعية على هامش قمة تجمع دول الساحل والصحراء بالعاصمة التشادية أنجمينا شارك فيها كل من السودان وتشاد وأفريقيا الوسطى وليبيا وبنين ومالي وجزر القمر. وقال وزير الخارجية علي كرتي إن هذه القمة المصغرة اقتصرت مشاركتها في الاجتماع المغلق على الرؤساء فقط، مشيراً إلى أن الاجتماع دام لأكثر من ساعتين وركز على كيفية تعامل مجموعة (س. ص) مع الاتحاد الأفريقي والاجتماعات المقبلة المزمعة في يوغندا بجانب ضرورة إعادة هيكلة وتفعيل العمل بتجمع (س. ص) ليكون مكاناً يتعاون فيه الجميع في الاقتصاد والأمن والسياسة والتواصل والاتصال ونقل البضائع والاستثمارات. وأضاف كرتي أن الزعماء أكدوا بعد مداولات طويلة أن هذه المجالات هي أوجه الضعف الكبير التي تعانى منها منظمات شبه إقليمية كمنظمة تجمع الساحل والصحراء ومنظمات إقليمية مثل الاتحاد الأفريقي. وفى سياق ذي صلة أكدت القوات المشتركة السودانية التشادية أن الأمن مستتب في المناطق الحدودية وأنه تم تأمينها ومنع تسلل المعارضين الى أي من البلدين. وقال قائد الجانب التشادي في القوات المشتركة الفريق بشارة آدم بوب، في تصريحات صحفية، إن السودان وتشاد قدمتا اثنتي عشرة وحدة عسكرية ساهمت كل دولة بست وحدات منها، موضحاً أن هذه القوات المشتركة استطاعت أن تساهم في ردع القائمين بأعمال الشغب والسرقات وتجريد المواطنين في المنطقة من السلاح، مؤكداً أن الأمن قد تحقق الآن بالكامل في المناطق الحدودية وأصبح المواطنون يتمتعون بالسلم والأمن بها. ومن جانبه، قال قائد الجانب السوداني بالقوات السودانية التشادية المشتركة العقيد فتح الرحيم عبد الله سليمان في تصريح صحفي عقب لقاء رئيس الجمهورية عمر البشير ظهر أمس بقيادة القوات المشتركة، قال إنهم قدموا تنويراً للرئيس حول مسار العمل بالقوات المشتركة وتأمين كل المنطقة من المناوئين ومنع تسلل المعارضين وعلميات النهب المسلح.