شاركت ولاية نهر النيل في معركة الاستقلال بقوة خاصة في معركة النخيلة في محلية الدامر والتي احتسب فيها الشهداء بقيادة محمود ود أحمد وغيرهم من العمالقة. نادي الدامر شهد نادي الدامر الزي تأسس في 1946 ندوات ضد المستعمر وأغاني وطنية من الفنان حسن خليفة العطبراوي، وعمل حزبي متواصل من الرعيل من الاتحاديين والأنصار . وعدَّد الصحفي جمال مكاوي مآثر الاستقلال، وقال ل(الصيحة) عن الاستقلال، تتنسم بلادنا هذه الأيام عبق الاستقلال المجيد الذي تحقق بدماء شهداء الحريه في موكب النادي الأهلي بعطبرة عام م، وفي وثبة عمال السكة الحديد عام 1948 ومن تضحيات الخريجين من 1938 وقبل ذلك ثورة اللواء الأبيض عام 1924 التي سبقتها حركة علي دينار في غرب السودان 1916 والسلطان عجبنا في جبال النوبة وودحبوبة في الحلاوبن بالجزيرة ومعارك الرباطاب والمناصير في القيقر والكربكان وأم دويمة وأبوحمد والتي قدَّموا خلالها ارتالاً من الشهداء بينهم القادة والزعماء منهم النعمان ودقمر وموسى ود أبو حجل وسلمان ود قمر. حركة التحرر ومع تنامي حركة التحرر التي قادها المثقفون اندلعت في قلب ولاية نهر النيل مدينة عطبره ثورة العمال في أربعينيات القرن الماضي لانتزاع حق العمل النقابة ونالوا مطلبهم بتكوين هيئة شؤون العمال كأول تنظيم نقابي في المحيط العربي والأفريقي وتواصل نضالهم في مواجهة المستعمر بالإضرابات المتتالية التي كان أشهرها إضراب ال(33) يوماً، والذي تلاحم معهم خلاله كل أهل ولاية نهر النيل، فكان أهل كنور والفاضلاب وأم الطيور يقدمون إنتاجهم من الخضروات بالمجان للعمال المضربين وتجاوب تجار عطبرة بتقديم الحبوب بالمجان وتبرَّعت حرم الزعيم الأزهري بحليها دعماً لهذه المعركة وكذلك المواطنة سبيلة من حي المربعات بعطبره رهنت منزلها دعماً للنقابة في صمودها وفتح أهل العكد والحسناب منازلهم لإيواء الناشطين من النقابيين والسياسيين حماية لهم من الاعتقال وتكفل أهل الدامر بإعاشة المعتقلين بسجن الدامر ومن النخب السياسية والقانونية ظلت عطبرة قبلة لوفودهم التي دافعت عن المعتقلين وتكفلت بدفع الغرامات التي توقعها المحاكم على الناشطين. أبو الصحافة
وكان للراحل أبو الصحافة عوض الله دبورة، دوره الإعلامي المميز في عكس هذا الحراك عبر جريدة "الرأي العام" وأيضاً رائد التصوير الفتوغرافي والسينمائي الراحل الرشيد مهدي، الذي قام بتوثيق المواكب والإضرابات، أما أمير الأغنية الوطنيه حسن خليفة العطبراوي، فقد قاد هذا الحراك بأغنياته الخالدة (يا غريب بلدك) و(أنا سوداني) و (لا لن أحيد) كانت تبدأ بها الندوات وتسير بها المواكب..وهكذا كانت ولاية نهر النيل بوعيها المتقدم في طليعة ركب الاستقلال ومن صناعة.