لا تكاد تركب سيارة أو بصاً وتيمم شطر الشمال قاصداً قرية سلقي حتى تعتريك الدهشة، وتنتابك الغبطة، من النسيم العليل الذي يغشى صفحة وجهك ويداعب خياشيمك، ولم تكد تبرأ من هذه الدهشة، حتى تسمع أزيز الإطارات التي تطوى الأسلفت طياً رقيقاً فتجلس فى مقعدك (...)
لكي ننجح في الحفاظ على السلام في بلد شاسع كالسودان تعيش فيه متناقضات بشرية، وأخلاط من القبائل المتباينة ذات أمزجة وثقافات مختلفة، وتتصارع فيه أحزاب سياسية متنوعة، وتعترك فيه أيديولوجيات فكرية متباينة، لا بد من البحث عن أنجع الخطط لابتكار أفكار هادفة (...)
قبل حلول عيد الفطر المبارك أو عيد الأضحى بأسبوع أو أسبوعين؛ تبدأ التجهيزات اللازمة، فالنساء يقمن بتقشير الذرة الشامية والدخن وطحنهما، ثم استخلاص زيت السمسم، واللالوب والفول بالطريقة التقليدية لاعتقادهن أن استخلاصه بالماكينات يذهب بالنكهة الأصلية، (...)
المتأمل لهذا العنوان، تستبق إلى ذهنه أسئلة عديدة.. هي ماذا يعني الكاتب بالسلوك الحضاري؟ ولماذا اختار هذا الموضوع وربطه بالعاملين بالدولة؟ وهل حقاً ينقصنا السلوك الحضاري في الممارسة الإدارية والوظيفية، وإن كان ذلك كذلك فكيف يمكننا تطبيع العاملين (...)
لا تكاد تشاهد التلفزيون التشادي، وتتوغل في برامجها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية حتى تعتريك الدهشة، وينتابك الاستغراب من التشابه الشديد بين الشعبين السوداني والتشادي، في جميع مناحي الحياة والعادات والتقاليد، والقيم والثقافات والحضارات والمُثل (...)
هذا النوع من الثقافة يؤثر على المشاهدين سلبياً أو إيجابياً إصلاحاً أو إفساداً، وأثره يؤدي إلى تغيير إجتماعي سريع في السلوك والقيم والأخلاق، وهو سلاح ذو حدين، حده الأول إيجابي والثاني سلبي. فأما الإيجابي يستهدف ترسيخ القيم والمبادئ والأخلاق في نفوس (...)
العقول الذكية، والقرائح المتقدة، والأفكار النيرة، هي عصارة الشعوب، وخلاصة الأمم، وصفوة الانسانية، وهي دعائم النهضة الحضارية وركائز التنمية الاقتصادية والصناعية ومقومات التقدم والتطور والرفاهية. هذه الدول التي نسميها متقدمة وناهضة ومتفوقة علمياً (...)
يخلط كثير من الناس خلطاً شنيعاً بين المتعلم والمثقف والمتحضر، فبعضهم يرى أن كل متعلم مثقف، وكل مثقف متحضر، ولكن الحقيقة، هذه المفردات الثلاث تختلف اختلافاً كبيراً في معانيها ومضامينها، فكلمة متعلم نطلقها على الذي اختلف إلى المدارس وتعلّم القراءة (...)
بعد أن نشرت أكثر من مائتي مقال، في صحف مختلفة، وحزت على القيد الصحفيّ، توقّفت عن الكتابة الصحفية؛ لتكريس جهدي في التأليف، ولكن اليوم أجد نفسي تلحّ، وتمعن في الإلحاح، على عقلي، وأناملي، وقلمي، لأشحذ همّتي لاستئناف الكتابة، ولم يحدث ذلك عن فراغ، إنّما (...)