بعد مرور عامين على فضّ الاعتصام، ظلّت العدالة مطلب الثّوار. احتشد آلاف المتظاهرين أمام مجلس الوزراء السوداني، الخميس، في ذكرى مجزرة فضّ اعتصام القيادة العامة الذي جرى في الثالث من يونيو 2019. وانطلقت المواكب من صينية القندول بوسط الخرطوم تحت اسم موكب العدالة مرورًا بالنيابة العامة حتى رئاسة مجلس الوزراء حيثُ توالت الهتافات والمخاطبات من أمام مجلس الوزراء. وتعدّدت المطالب والهتافات لكنّ ظلّ المطلب الرئيسي هو العدالة والقصاص للشهداء ولشهداء فضّ اعتصام القيادة العامة. وهتف المتظاهرون الدم قصاد الدم ما بنقبل الدية،" بكم، بكم، قحاتة باعوا الدم"، تسقط شراكة الدم"، وإسقاط النظام، ولافتات ندّدت بالتطبيع مع إسرائيل، ومخاطبات تطالب بسرعة تقديم اللجان لنتائجها. وندّد متظاهرون بالأحزاب، وطالب آخرون بإكمال هياكل العدالة والإسراع بمحاكمة رموز النظام السابق. وبالتزامن مع إنطلاق هذه المواكب التي توجّهت إلى اعتصام مشرحة التميّز حيثُ يتلو أسر الشهداء بيانًا عن مطالبهم حول العدالة والقصاص. وأطلقت قوات الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع على متظاهرين بشارع الجامعة، وعددٍ من الشوارع المجاورة لمجلس الوزراء، فيما أفاد متظاهرون ل"باج نيوز"، بمطاردة عربات الشرطة لهم بعددٍ من الشوارع. وكان القوات المسلحة قد أغلقت الطرق المؤدية للقيادة العامة، انتشرت قوات الشرطة السودانية في وسط العاصمة. بالمقابل تعهد وزير الداخلية الفريق أول عز الدين الشيخ بحماية المواكب وتأمينها. وفيما غادر المتظاهرين من أمام مجلس الوزراء ظلّت بعض الشوارع مغلقة بالحجارة. وفي الثالث من يونيو 2019، فضّت السلطات في السودان اعتصامًا أمام القيادة العامة بالخرطوم، ما أسفر عن جرحى وقتلى. ومنذ العام 2019، يعيش السودان فترة انتقالية تنتهي بإجراء انتخاباتٍ، يتقاسم خلالها السلطة الجيش وقوى مدنية.
