بعد فوز المريخ على الأمل بملعب بورتسودان في مباراة الجولة الماضية للدوري الممتاز ابتعد اللقب المحلي أكثر من الهلال حامل الرقم القياسي فيه وبطل النسخة الماضية، وأصبح المريخ نظرياً قريباً من البطولة المحلية رغم أن المنافسة تبقت فيها سبع جولات يمكن أن تنقلب فيها كل المعطيات. ولكل الواقع يقول إن مباراة الأمل كانت المطب الكبير وكان الهلال يأمل أن يتعثر فيها منافسه حتى لو بالتعادل ليتقلص الفارق إلى ثلاث أو أربع نقاط على الأقل وتسهل المطاردة في المباريات المقبلة حيث يلعب المريخ أيضاً مع النيل وهلال كادوقلي والأهلي العاصمي والنسور خلاف لقاء القمة المنتظر بين الغريمين ولكن الفوز على الأمل قطع من خلاله المريخ شوطاً بعيدًا ربما في الاقتراب أكثر من البطولة.
كان الموسم المحلي الحالي للهلال سيئاً بكل المقاييس ولم نحس بالفريق الأزرق وهو يسير بخطوات ثابتة في الدوري، وتعثر الهلال في مباريات بشكل مفاجئ وغريب على نحو ماحدث في شندي والحصاحيصا أمام الأهلي والنيل فاستفاد المريخ منها.
وربما يعود السبب الأساسي للموسم المحلي الباهت للهلال إلى وجود الفريق وسط بطولتين كبيرتين وأثر هذا الشئ في تركيز الفريق أيضاً لتأتي النتائج الأفريقية خصماً على المحلية.
وعلى العكس تماماً استفاد المريخ من خروجه ووداعه المبكر للبطولة الأفريقية ليكون تركيزه على اللقب المحلي فتحسنت وضعية الفريق خصوصاً في المرحلة الثانية للبطولة وتقدم بخطوات ثابتة.
أتمنى أن لا يشغل فارق النقاط لاعبي الهلال في المرحلة المقبلة وعليهم التركيز في مشوار الحلم الأفريقي فقط والذي يعد الأهم لجمهور الهلال، وليجسد لاعبو الأزرق شعار (الهلال في الأفريقية غير) وليكن الاهتمام بالبطولة الخارجية خصوصاً وأن الفريق سجل حضوره القوي فيها ويكفي أن الهلال لم يتعرض للخسارة فيها حتى الان وهو يبلغ دور الثمانية الذي لعب فيه مباراتين.
التباين الواضح بين النتائج المحلية والأفريقية للهلال شئ طبيعي، لأن لاعبينا لم يدخلوا مسار الاحتراف بشكل كامل بحيث يقدر اللاعب على تحمل ضغط المباريات المحلية والخارجية ويلعب بذات النفس، وهذا الشئ مفقود ومن الصعب تطبيقه وكان من الطبيعي أن يكون النجاح في بطولة على حساب الأخرى.
سادومبا مرة أخرى ..
طرق زميلي ياسر عائس موضوعاً مهماً وتحدث عن موضوع انتهاء عقد المهاجم سادومبا، وهو أمر مهم للغاية لأن الهلال اكتوى بهذه النار من قبل وفشل في الاستفادة من لاعبين خرجوا من الفريق الذي صنع لهم أسماءً وهم: كلتشي ويوسف محمد وداريوكان، ولم يستفد الهلال من خروج هذا الثلاثي بسبب فشل إدارة صلاح إدريس في التجديد لهؤلاء اللاعبين قبل الستة أشهر الأخيرة من نهاية عقودهم .
وفي تلك الفترة تعمد اللاعبون الثلاثة داريو وكلتشي ويوسف محمد الغياب عن فترة التسجيلات التي سبقت نهاية عقودهم بستة أشهر حتى يستغلوا البند الذي يسمح لهم بالتوقيع لأي فريق اخر خلال الأشهر الستة الأخيرة وبالفعل غادر كلتشي للمريخ واحترف يوسف محمد في سيون السويسري قبل أن يعيده الأرباب بمبلغ قارب المليون دولار وغادر داريوكان إلى الإسماعيلي برفقة المدرب ريكاردو .
تلك القضايا تمثل جرس انذار للإدارة الهلالية الحالية والتي يتوجب عليها أيضاً العمل على انهاء هذا الملف في أقرب وقت وقبل نهاية الموسم الحالي وفترة الانتقالات القادمة لأن اللاعب إذا وصل إلى الانتقالات القادمة ولم يتوصل لاتفاق مع إدارة الهلال يمكنه بعدها التوقيع لأي نادٍ لأن عقده ينتهي في شهر يونيو 2012 ويحق له من شهر يناير 2012 التفاوض والتوقيع لأي فريق اخر.
دفع الهلال ثمن غياب المتابعة لملفات هؤلاء اللاعبين وفقدهم في موسم واحد فالتعامل مع اللاعب المحترف يكون وفق عقود ولوائح وقوانين ولامجال للعواطف وكلمات الشرف التي ليس لها مجال في دنيا الاحتراف، وعلى هذا الأساس يجب أن تتعامل إدارة الهلال مع وضع المهاجم سادومبا .
لازال هنالك وقت لدى إدارة البرير لكي تعالج الموقف ونثق في قدرتها على تجاوز تلك الأخطاء الكبيرة التي حدثت في عهد الأرباب الذي نحفظ له حق استجلاب المهاجم الزيمبابوي والذي أصبح هدافاً لدوري الأبطال الأفريقي حالياً.