تجربة الاحتراف في كرة القدم السودانية لا زالت تجربة وليدة بها العديد من السلبيات فمعظم المحترفين الذين استجلبتهم القمة لم يكتب لهم النجاح فالبعض تم تسجيله مصاباً وهذا خطأ كبيراً وفشل إداري صريح والبعض الاخر ظل ملازماً لدكة البدلاء وهذا أمر عجيب حتى نهاية التعاقد معه فبا لله كيف يتم تسجيل محترف ويقبع في دكة البدلاء وهذا يؤكد بأن اللاعب الوطني أفضل منه بمراحل وتجربة الاحتراف ظلت تجربة إدارية بعيدة جداً عن الشأن الفني . فالمدرب لا تتم استشارته في استجلاب هذا المحترف ولا يعرف عنه شيئاً بل هو لاعب مفروض من قبل الإدارة وما على الجهاز الفني إلا التعامل معه واشراكه في المباريات وإلا فإن مصير الجهاز الفني سيكون الإقالة الحتمية.
والاحتراف عندنا كما قال البروفيسور حسن المصري تهريج بالإضافة إلى أن اللاعبين المحترفين معظمهم من كبار السن ولا يمكن تسويقهم والاستفادة من هذا التسويق بالإضافة إلى أن المنتخب الوطني ظل يعاني من عقم في خط الهجوم بسبب اشراك القمة لمهاجمين محترفين وها هو ساكواها الزامبي محترف المريخ يحتل صدارة الهدافين بالإضافة إلى أن المحترف لا يفيد المنتخب الوطني لأنه قد سبق له المشاركة مع منتخبات بلاده بفئاتها العمرية المختلفة وقال المصري : إن الغرض من الاحتراف هو الوصول لمنصات التتويج ولا يمكن استجلاب محترف للفوز بديربي الممتاز الذي صار حكرًا على الهلال والمريخ منذ سنين عدة فباللاعبين المحليين يمكن للقمة أن تفوز بالزعامة أو الوصافة وقد سبق أن ذكر لي نجم الموردة المخضرم والإداري المحنك عمر التوم أنه مع تجربة الاحتراف فائدة المنتخب الوطني كما تفعل العديد من الدول ووسط هذه العتمة وهذا الظلام الذي ساد تجربة الاحتراف عندنا نجد أن هناك اشراقات في المحترفين ونذكر منهم على سبيل المثال محترف الهلال سادومبا وهو أحد اكتشافات رئيس الهلال السابق صلاح إدريس فالارباب صاحب تجربة كبيرة وبعد نظرة وعلاقات واسعة مع وكلاء اللاعبين وأي لاعب استجلبه نجح لدرجة كبيرة رغم اختلاف اللغة والعادات والتقاليد وثقافة المجتمع.
نعم نجح سادومبا مع الهلال بدرجة الامتياز وصار أحد هدافيه المرعبين فهو لاعب سريع وقوي الحركة ومشاكس ويجيد لغة التعامل مع الشباك وكل الأهداف التي سجلها الهلال في البطولة الأفريقية كان سادومبا هو محققها.
بالإضافة لذلك فإن سادومبا لاعب وفي ومخلص ويهتم كغيره من المحترفين بتعاقدات النادي معه ليتم تنفيذها حرفياً وهذا من حقه وهي ثقافة الاحتراف.
سادومبا ظل لاعب كل مدرب وهو الأمل المرتجى لقيادة سفينة الهلال أمام القطن الكاميروني وسادومبا يفلت من الرقابة مهما كانت قوتها بالإضافة إلى أنه لاعب غير أناني ويهيء الفرص لزملائه .
نعم سادومبا أحد نجاحات تجربة الاحتراف الوحيد الذي حفر اسمه في تاريخ الكرة السودانية منذ انطلاقة تجربة الاحتراف عام 84 عندما استقدم الهلال الحارس التنزاني بازي وبعدها في التسعينات الراحل يوهانس الذي أيضاً قدم تجرب رائعة للاحتراف.
سادومبا أكد لنا أن المحترف الناجح هو الذي يتمكن من التعامل مع كافة الأجواء فالمحترف الناجح ينجح رغم اختلاف اللغة والعادات والتقاليد لأن مهمته هي لعب كرة القدم ويمكن لسادومبا أن يحترف عربيًا أو أوروبياً .
وعلى ذكر سادومبا يمكن أن نقول أن تجربة كلتشي وقودوين ويوسف محمد النيجيريين كانت ناجحة مع الهلال لدرجة كبيرة .
سادومبا أصبح أنشودة حلوة في شفاه الجماهير الهلالية وهو الذي يزرع الأفراح وسط هدير الأمواج الزرقاء وسادومبا بخبراته وتجاربه لقادر على تحقيق النصر للهلال في أي لحظة وسعدنا بأن رئيس الهلال الأمين البرير قد احتوى مشكلة سادومبا الخاصة بتعاقده وهذا هو عين العقل فسادومبا ظل يؤدي تجربته الاحترافية بمهارة وبحرفية عالية فهو مثال للاعب الغيور ومثال للاعب المنضبط فهو حريص على أداء تمارين فريقه ولا يتهرب من المباريات.
سادومبا نور في وسط ظلام الاحتراف وقد يئسنا من تجربة الاحتراف بعد الانتكاسات التي أصابت القمة في السنين الماضية ولكن سادومبا أعاد لنا الأمل في وجود محترفين حقيقيين يصنعون الأفراح ويؤكدون الانتصارات واعتقد أن سادومبا يمكنه أن يغزل القطن الكاميروني ويمكنه أن يقود الهلال لمراحل متقدمة من البطولة الأفريقية فقط على مجلس الهلال تهيئة الأجواء لسادومبا ولا نريد أن نوصي نجوم الهلال بالتعاون مع سادومبا فهذا التعاون ظل ماثلاً أمامنا في كل مباريات الهلال المحلية والأفريقية.
ختاماً سادومبا تجربة احترافية رائدة ولا ننسى أن نشيد مرة أخرى بالأرباب صلاح إدريس رئيس الهلال السابق الذي كان له الفضل في تسجيل معظم محترفي الهلال الحاليين والسابقين وكذلك المحليين.
فهل يتمكن سادومبا من غزل القطن؟؟ نتمنى ذلك.
أخر الأشتات:
تعجبني رائعة الراحل إبراهيم الكاشف: وين يا أسمر التي يقول مطلعها: