تخطى الهلال بكل قوة وعنفوان منافسه العنيد الملعب المالي وأصبح الان وجهاً لوجه أمام منافس جديد لا يقل خطورة عن المنافس الأول، حيث تتطلب مواجهته القادمة جهدًا مضاعفاً بحساب أن الهلال مطلوب منه أن يحقق نتيجة ايجابية مريحة في جولة الذهاب ومطلوب منه إعادة هيبة الكرة السودانية أمام هذا المنافس الذي أسقط المريخ رايح جاي وصعد على حسابه للدور التالي. وصلت بعثة الهلال إلى العاصمة الكنغولية برازفيل دون أن تجد أية مضايقات كما روج لها في الأيام الفائتة وتم استقبالها بصورة أكدت أن القائمين على الأمر في هذا الفريق يحترمون ضيوفهم ويضعون ألف حساب لبعثتهم التي ستحل قريباً بالخرطوم تحت ضيافة الهلال. هذا الوضع وهذا الاحترام يذلل كل المخاوف التي أراد لها البعض أن تكون دون أن يراعوا لما يمكن أن يحدث للاعبين لو عاشوا على مثل هذه التفاصيل. كنا في السابق نضلل جماهيرنا بالظروف الطبيعية القاهرة والملاعب غير الجيدة والظلم التحكيمي الفاضح .. كل هذه الأسباب أصبحت لا قيمة لها حيث أصبحت الفرق الباحثة عن البطولات يجب أن تعرف أولاً كيف تتخلص من هذه الظروف قبل أن تعرف كيف تتخطى المنافسين. نابي الهلال الذي أجمع عليه الكل مطلوب منه أن يسخِّر كل امكانياته التدريبية ومعرفته الدقيقة لهذا الفريق وجمهوره في هذه المباراة والتي تعتبر بكل الحسابات جواز مرور لدور المجموعات والذي من خلاله يستطيع الفريق أن يعيد أمجاده ويقول كلمته القوية في مثل هذه المنافسات. أبطال الهلال الأشاوس وبدوره اللوامع يعرفون هذه الحقيقة ويعرفون أيضاً أن الحسم في هذه الجولة أصبح تحت أقدامهم بعد أن توفرت لهم كل الظروف من قبل الإدارة والجهازين الفني والإداري والأقطاب والجماهير بصورة لم يسبق لها مثيل. حافز عبورهم لهذا الدور تكفل به رئيس الجمهورية كما أفاد المهندس الحاج عطا المنان وهذا يؤكد أيضاً اهتمام الدولة على أعلى مستوياتها الشئ الذي يتطلب اجتهادًا كبيرًا وبذل في الميدان يؤكد مكانة السودان في القارة الافريقية بعد أن تلاشت كل الأندية التي مثلته هذا العام. التشكيل المثالي ووضع اللاعب المناسب في المكان المناسب هو الطريق الأمثل للثبات أمام هذا المنافس وهذه الجماهير التي يتوقع أن تؤازر على الطريقة الافريقية طيلة ال(90) دقيقة. هذا الأمر من المفترض أن يمتص من قبل الفرقة الهلالية خاصة النجوم أصحاب الخبرات التراكمية أمثال: سيف مساوي ومهند وعمر وبشة وكاريكا. للنابي في هذه المباراة العديد من الخيارات التي في امكانها أن تنقل المباراة إلى بر الأمان ويستطيع الفريق من خلالها أن يحقق النتيجة التي يريد وتريد جماهيره التي تنتظرها بفارق الصبر من أجل التأهل لجولة الحسم التي تجري فعالياتها في الخرطوم. صحيح أن لهذا المنافس تطلعات سقفها الفوز بهذه البطولة بعد أن فاز بالبطولة الصغرى تحت قيادة مدربنا النابي ولكن الأصح أن رغبة أبطال الهلال هذا العام هي الأكبر مدعومة بخبرات لا يملكها ليوبارد لهذا يتوقع أن تجيئ المواجهة ساخنة وقوية، نتمنى أن تكون الغلبة فيها لأبطال الهلال. باقي أحرف كما توقعنا عبر هذه الزاوية عاد المريخ من نهر النيل بخفي حنين وعادت الصدارة لمكانها الطبيعي. أهدر الأهلاوية فوزًا مستحقاً أمام فريق بلا ملامح وبلا خطة وبمدرب عجوز. شاهدنا اتوفيستر على كرسيه فأشفقنا عليه .. وتساءلنا إن كان المريخ لم يراع لسنه فكيف فات على أسرته هذا الأمر الخطير. نعم اتوفيستر مدرب بدرجة خبير ولكن دقات قلبه في هذه السن ما عادت تحتمل ما يفعله بله وأمير. عبّر المريخاب عن حزنهم والكاف يضع فريقهم مع أندية التمهيدي وفات عليهم أن الكاف ميز كمبالا سيتي عليهم بدليل إقامة جولة الإياب في كمبالا .. فالأندية الكبيرة تبرمج لها جولة الإياب داخل أرضها ودونكم العديد من التجارب في برمجة هذا العام. لا أعرف لماذا عاب البعض على المهاجم بكري المدينة (خندقته) عندما أحرز هدفاً في شباك هلال الفاشر وهؤلاء لا يعرفون الدور الكبير الذي لعبه صابر شريف الخندقاوي مع هذا النجم ومع آخرين في الفرقة الهلالية. رفض الكابتن عمر بخيت استلام جائزة سوداني لنجومية مباراة الهلال الأخيرة بفهم عالٍ لم يقف عنده الذين انتقدوه .. عمر يرى أن نجومية المباريات من المفترض أن تكون بالعطاء خلال ال(90) دقيقة وليس بإحراز الأهداف. منطق عمر مقبول من المفترض أن تراعي ذلك اللجنة في مقبل المباريات .. فليس من المعقول أن ينالها لاعب ضربت الكرة في قدمه ودخلت الشباك على حساب آخر صال وجال في الميدان. المريخاب الذين احتجوا على تحكيم مباراة فريقهم أمام الاهلي شندي أظنهم شاهدوا هذه المباراة من ملعب ليس هو ملعب شندي ومن شاشة ليست هي شاشة النيلين. الاخفاق الوحيد لحكم هذه المباراة الذي أدارها بمستوى جيد هو عدم طرده لبله جابر الذي بحث عن الكرت الأحمر ولم يجده. جابر يعرف أن عدم طرده ربما جعله في مواجهة انطلاقات بكري وكاريكا وحتى بويا. عاد الصديق العزيز عبد العزيز برجاس لدائرة الأضواء فاتحاً النار على كل الصحفيين الذين هاجموا الخندقاوي وعلى رأسهم الصحفي الكبير صلاح إدريس. برجاس أكد شجاعته ومقدرته على الوقوف ضد الأقلام الهدامة التي تسعى دائماً لطرد الذين يأتون من أجل خدمة الكيان. نعترف أننا فقدنا حقيقة مناكفات الود برجسة الذي كان واحدًا من الذين يثرون ساحتنا الرياضية بمثل هذه المداخلات. استغربنا عندما انتقد الأرباب المدرب الفاتح النقر بسبب تصريحاته التي جمدت نشاطه ولكن عندما شاهدناه يشرف على المباراة عرفنا لماذا انتقده الأرباب. لو أدار النقر هذه المباراة كما ينبغي لما عاد المريخ بنقطة من دار جعل. استقالة هارون من لجنة التأهيل أكدت تصريحات أمين المال عن ضعف هذه اللجنة .. ومن حق أمين المال علينا أن نعتذر له على صراحته التي انتقدناها ودافعنا عن شوقي وحجير واللذين أتضح أنهما الأضعف في لجنة التسيير ولا شئ يميزهما غير قربهما من عطا المنان.