فرحة تلقائية عمت شوارع الخرطوم امس الاول بعد اعلان فوز المريخ على كمبالا سيتي وصعوده إلى المباراة النهائية وفوز الهلال على الزمالك بثنائية في ديربي النيل .. وشاهدنا الاعلام الحمراء والزرقاء عالية .. وسمعنا اصوات الناس مرتفعة تعبر عن فرحتها بالنصر الجميل .. وهذه هي حلاوة كرة القدم وروعتها وسحرها .. وهذا هو جمهور السودان العاشق الولهان للعبة .. يتفجر فرحه بركاناً حتى اذا كان النصر على فريق صغير ..!! وبالطبع ستكون الفرحة اكبر عندما يحقق المريخ الفوز على الجيش الرواندي اليوم بإذن الله ويتوج بطلاً لسيكافا ويعود للخرطوم بالبطولة محمولة جواً من كيجالي ويعيد ذكريات الماضي عندما عاد من موانزا بالفرح ..!! والمريخ الذي شاهدناه في المباريات السابقة قادر على مواصلة المشوار باقتدار .. فقد تدرج في الاداء من مباراة إلى اخرى .. ووصل الان إلى درجة طيبة تمكنه من تحقيق الفوز على منافسه وهي ليست الدرجة العالية التي ننشدها للفريق فهناك بعض الهنات تحتاج إلى ترتيبات من الجهاز الفني في المباريات المقبلة .. وقبل ان يلعب المريخ مباراة اليوم امام منافسه العنيد علينا ان ننظر إلى المشاركة في بطولة سيكافا بعين ناقدة لنتعرف على السلبيات التي صاحبتها والايجابيات التي افرزتها لنتعرف على المستوى الحقيقي للفريق بعد الاصلاحات التي تمت في فترة التسجيلات الثانية .. فأداء ست مباريات دولية متتالية خلال اسبوعين تجربة لم يعرفها المريخ قريباً .. وكانت اخر مرة اذا لم تخني الذاكرة في سيكافا نفسها التي لعبت بالخرطوم وكسبها اتراكو الرواندي .. وعلينا ان نتوقف عند هذه التجربة للحظات قبل ان ندفع بالفريق إلى سباق اللقب امام فريق رواندي اخر اسمه الجيش..!! من وجهة نظري الخاصة نجحت التجربة بدرجة امتياز .. وبقي الجانب المعنوي فيها وهو العودة بلقب البطولة .. ولا ادري هل سافر وفد من مجلس الادارة إلى كيجالي أم لا .. لكن بالضرورة ان يلحق بالبعثة وفدًا ليلعب الجانب النفسي الذي يحتاج له الفريق اليوم .. فلا حاجة لرفاق الباشا وبله جابر غير الدعم النفسي ليتخطى الفريق العتبة الاخيرة ويصعد إلى المنصة .. ففي مثل هذه الاوضاع لا يحتاج اللاعب إلى عمل بدني أو فني .. ويحتاج اكثر إلى تحضير نفسي ليتعامل مع الحدث بطريقة مثالية .. والمطلوب جرعات لهؤلاء اللاعبين تلهب الحماس وتفجر الطاقات الكامنة .. صحيح ان بطولة سيكافا اقل قيمة من بطولة الاندية الافريقية الابطال والكونفدرالية .. لكنها لا تقل قيمة من البطولات العربية التي نحرص على المشاركة فيها ولا تقل قيمة عن البطولات في شمال وغرب وجنوب القارة التي تحمل مسميات مختلفة .. وستضيف للمريخ الكثير والكثير جداً ولن تخصم من رصيده .. وستفتح له الطريق إلى البطولات الكبرى بإذن الله .. لذلك .. لابد ان يستعمل الفريق كل الاسلحة للفوز في لقاء اليوم .. ولابد ان ترتفع رايات النصر في كيجالي وترفرف للسودان قبل مريخ السودان .. قلوبنا مع مريخ السودان .. قلوبنا مع مريخ التحدي .. وفي انتظار العودة إلى الخرطوم بالبطولة المحمولة جوًا .. غداً نواصل بدون فواصل .